النفخ بالشوفار في كنيس يهودي بمدينة دمشق
نفخ بالشوفار في دمشق
في مشهد مثير للجدل، ظهر الحاخام هنري حمرا في قلب العاصمة السورية دمشق وهو ينفخ في الشوفار، البوق الطقسي اليهودي الذي يُستخدم في مناسبات دينية مثل رأس السنة العبرية ويوم الغفران. ما جعل الحادثة صادمة ليس فقط ندرتها في مدينة مثل دمشق، بل تزامنها مع الحرب الدامية الجارية في غزة، حيث تُرتكب المجازر بحق الفلسطينيين يومياً على أيدي الاحتلال الإسرائيلي
شاهد ايضا 👈 (هنا)
أن ظهور شوفار يهودي في دمشق بهذا التوقيت يحمل دلالات سياسية تتجاوز البعد الديني، وكأنها رسالة تطبيع ثقافي وتبييض لصورة الكيان في وقتٍ يتابع فيه العالم الفظائع في غزة مما يركد أن هذه الأفعال ليست بريئة، بل تأتي في إطار محاولة إعادة إنتاج وجود يهودي علني في سوريا تحت غطاء “التنوع الديني”، بينما الجوهر هو اختبار ردود فعل الشارع السوري تجاه مظاهر مرتبطة باليهودية في لحظة صراع مفتوح مع إسرائيل.
لأول مرة في سوريا منذ 29 عاما.. مؤسس جمعية اليهود في إسرائيل هنري حمرا ينفخ الشوفار في كنيس الفرانج بدمشق بمناسبة رأس السنة ويوم الغفران اليهودي pic.twitter.com/NZNN3ZNpTi
— سوريا الآن - أخبار (@AJSyriaNowN) September 27, 2025
شاهد ايضا 👈 (هنا)
أن النفخ في الشوفار داخل دمشق بينما تُقصف غزة يومياً، يشكل استفزازاً لمشاعر السوريين والفلسطينيين، ويفتح الباب أمام تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء السماح بمثل هذا الاستعراض الرمزي. فالتاريخ الدمشقي المتسامح مع الطوائف لا يمكن استغلاله لتغطية جرائم الاحتلال، ولا لتلميع صورة عقائدية ارتبطت تاريخياً بالعداء للعرب والمسلمين.
شاهد ايضا 👈 (هنا)
بالمحصلة، بدا مشهد هنري حمرا في دمشق وهو ينفخ في الشوفار وكأنه محاولة مكشوفة لاختبار حدود الرأي العام، وجسّ نبض الشارع السوري، في لحظة من أكثر اللحظات حساسية على صعيد الصراع العربي ـ الإسرائيلي. حدث كهذا لا يمكن قراءته كطقس ديني معزول، بل كخطوة سياسية مُحمّلة بالرسائل، جاءت في توقيت استفزازي يتزامن مع دماء غزة المهدورة.
شاهد ايضا 👈 (هنا)
الحاخام السوري الأميركي هنري حمرا، يصلي من أجل الرئيس السوري أحمد الشرع ومن أجل السلام في سوريا والعالم وأن تعيد سوريا الحرة بناء نفسها وذلك في كنيس الفرنج التاريخي في قلب مدينة دمشق القديمة. pic.twitter.com/CXAsCZESdF
— arab-i (@arab_i_me) September 24, 2025
ظهور هنري حمرا وهو ينفخ في الشوفار داخل دمشق، لم يكن مجرد طقس ديني معزول أو ممارسة روحية خاصة، بل جاء في لحظة سياسية حساسة للغاية، بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث تُرتكب المجازر ويُهجّر السكان وتُستباح الأرض. هذا التوقيت يثير الريبة، خصوصاً إذا وضعناه في سياق موجة التطبيع العربي التي تسارعت في السنوات الأخيرة، من الإمارات والبحرين والمغرب وصولاً إلى محادثات سعودية ـ إسرائيلية متقطعة.
شاهد ايضا 👈 (هنا)
السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا الآن؟ ولماذا في دمشق تحديداً وهي المدينة التي طالما مثّلت رمز الصمود العربي والإسلامي في وجه المشروع الصهيوني؟ هل الهدف تذكير السوريين بأن وجود اليهود في بلادهم “طبيعي” ويجب تقبّله من جديد؟ أم أن الأمر محاولة مدروسة لفتح ثغرة رمزية، تُستخدم لاحقاً كجسر نحو شرعنة علاقات أبعد مع إسرائيل، تحت غطاء “التسامح الديني”؟
شاهد ايضا 👈 (هنا)
أن ما حدث لا ينفصل عن الخطاب التطبيعي المتدرّج الذي يحاول تمرير رسائل عبر الرموز الثقافية والدينية قبل السياسية. فكما استخدمت بعض الدول العربية الفنون والرياضة كمدخل للتطبيع، قد يُستغل حدث كهذا في دمشق كـ"بالون اختبار" لقياس رد الفعل الشعبي تجاه أي إشارة مرتبطة باليهودية والإسرائيليين.
شاهد ايضا 👈 (هنا)
لكن الفارق الجوهري أن سوريا ما زالت في حالة حرب مفتوحة مع إسرائيل، والدم الفلسطيني ما زال يُسفك في غزة. وبالتالي، فإن النفخ في الشوفار داخل دمشق لا يُقرأ كرمز للتعددية، بل كرسالة استفزازية في وقت يُنتظر فيه من سوريا أن تكون في مقدمة صفوف التضامن مع فلسطين.
شاهد ايضا 👈 (هنا)
من هنا، يمكن القول إن ظهور هنري حمرا بالشوفار في دمشق لا يُعد بريئاً، بل هو جزء من لعبة أكبر لإعادة تهيئة الوعي العام نحو قبول ما كان مرفوضاً لعقود، تماماً كما جرى في عواصم عربية أخرى قبل خطوات التطبيع الرسمية. غير أن الذاكرة السورية الفلسطينية، المشبعة بالدم والتضحيات، قد تجعل من هذه المحاولة استفزازاً فاشلاً يزيد من رفض أي شكل من أشكال التطبيع، مهما حاول أن يتستر بغطاء ديني أو ثقافي.
شاهد ايضا 👈 (هنا)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.