مدن اعتبرت بوابة نقل الثقافه الاسلاميه لاوربا
سبته ومليله كانت تعتبر بوابات الفتح الاسلامي
سبتة ومليلية ليستا مدينتين عاديتين في التاريخ الإسلامي بل كانتا بوابتين استراتيجيتين لعبور الحضارة الإسلامية إلى أوروبا
كانت سبتة (تقع على الساحل المغربي عند مدخل البحر المتوسط على مضيق جبل طارق وتبلغ مساحتها 20 كيلومترا مربعا وتعدادها حاليا 77 ألف نسمة ) مركزاً تجارياً وعسكرياً هاماً منذ العصور الإسلامية الأولى منها بدأ طارق بن زياد فتح الأندلس عام 711م حيث شكلت المدينة نقطة انطلاق استراتيجية ومفتاحاً للسيطرة على المضيق الذي كان حلقة وصل بين المغرب والأندلس
أما مليلية، (الواقعة على ساحل البحر المتوسط، قرب الحدود الجزائرية، وتزيد مساحتها على 12 كيلومترا مربعا وتعدادها حاليا 70 ألف نسمة وتبعد 500 كيلومتر عن السواحل الأسبانية فكانت جزءاً من المجال الحضاري الإسلامي التاريخي منذ القرن الثامن الميلادي وكانت بمثابة حصن دفاعي للمغرب الإسلامي ضد الهجمات القادمة من الشمال
كيف فقد المسلمون المدينتين؟
تبدأ قصة سقوط المدينتين تاريخيا مع ضعف إمارة بني الأحمر فيتبدأ قصة سقوط المدينتين مع ضعف إمارة بني الأحمر في غرناطة في القرن الخامس عشر الميلادي ومع ضعف الدول الإسلامية في الأندلس وشمال إفريقيا
تعرضت المدينتان لأطماع القوى الأوروبية ليحتل البرتغاليون سبتة عام 1415، في واحدة من أولى موجات الاستعمار الأوروبي التي استهدفت العالم الإسلامي
سقوطها كان صدمة كبيرة، حيث أدى إلى فقدان السيطرة على مضيق جبل طارق وأضعف التواصل البحري بين شمال إفريقيا وأوروباوظلت تحت الاحتلال البرتغالي حتى عام 1580 عندما قامت أسبانيا بضم مملكة البرتغال.
ثم سقطت مليلية في يد الأسبان عام 1497 بعد ان استغلت إسبانيا حالة الاضطراب السياسي في المغرب العربي بعد سقوط الأندلس
خسارة تاريخية للمدينتين
خسارة سبتة ومليلية لم تكن مجرد خسارة أراضٍ بل كانت بداية مرحلة طويلة من التراجع السياسي والعسكري للعالم الإسلامي أمام أوروبا
أدى سقوط سبتة إلى قطع أحد أهم مراكز الدفاع والاتصال بين المغرب والأندلس ومع سقوط مليلية لاحقاً تحولت المدينتان إلى قواعد عسكرية للغزاة الأوروبيين ما جعل شمال المغرب مكشوفاً أمام التهديدات وقامت القوى المسيحية الغازية بتدمير العديد من المعالم الإسلامية في المدينتين بما في ذلك المساجد والمدارس، وتحويل بعضها إلى كنائس
السكان المسلمون تعرضوا للاضطهاد أو التهجير القسري واستبدلت هويتهم الثقافية والدينية تدريجياً بهوية مسيحية أوروبية اتفاقيات سرية مثل اتفاق مدريد (1976) ألزمت المغرب بعدم إثارة ملف سبتة ومليلية لعقد من الزمن ما سمح لإسبانيا بتعزيز سيطرتها عليهما
تكريس الاسبان لاحتلال المدينتين
وبعد انضمام إسبانيا إلى الاتحاد الأوروبي، أصبحت سبتة ومليلية جزءًا من الحدود الجنوبية لأوروبا ما عزز السيطرة الإسبانية بدعم أوروبي فوضعت إسبانيا خططًا عسكرية لمواجهة أي محاولة مغربية لاستعادة المدينتين بما يشمل التعاون مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأنشأت إسبانيا جدرانًا حدودية مزودة بتقنيات مراقبة عالية لمنع تواصل المدينتين مع المغرب
إسبانيا تدافع عن احتلالها للمدينتين باستخدام مبررات أمنية ودينية، بينما تطالب بجبل طارق من بريطانيا بناءً على حجج مماثلة لتلك التي تنكرها على المغرب
حاول المغاربة مرارا استعادة المدينتين، وكانت أبرز هذه المحاولات بقيادة مولاي إسماعيل في القرن السادس عشر الميلادي، إذ حوصرت مدينة سبتة لفترة طويلة لكن دون جدوى. كما حاول مولاي محمد بن عبد الله عام 1774 محاصرة مدينة مليلية دون أن يتمكن هو الآخر من تحريرها
محاولات حثيثه لاستعادتهما
واستمرت محاولات المغاربة لاستعادة المدينتين في القرن العشرين، وذكرت بعض المصادر التاريخية أن الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، قائد ثورة الريف، كان في وضع عسكري يسمح له بدخول مدينة مليلية ولكنه أحجم عن ذلك.
وتطالب الرباط، منذ استقلال المغرب عن فرنسا وأسبانيا، بمدينتي سبتة ومليلية وبعض الجزر الصغيرة قبالة الساحل الأفريقي، مثل الجزر الجعفرية (إشفارن بالأمازيغية أو شفاريناس بالأسبانية).
وفي عام 2002، طرد الجيش الأسباني قوة من الشرطة المغربية من جزيرة برجيل المقابلة لسبتة، والتي يطلق عليها المغاربة اسم جزيرة ليلى
وأثارت زيارة ملك أسبانيا السابق خوان كارلوس لسبتة عام 2007 غضب المغرب، ودفعته إلى تجديد مطالبته بالسيادة على المدينتين
المدينتين حق لا يمكن نسيانه
لكن في يعام 2015، أعلن رئيس الحكومة المغربية حينئذ عبد الإله بنكيران أن الوقت لم يحن بعد للمطالبة باسترداد مدينتي سبتة ومليلة ودعا الفرقاء السياسيين إلى الابتعاد عما وصفه بالمزايدات السياسية في هذه القضية، مشيرا إلى أن أسبانيا شريك اقتصادي مهم للمملكة
واعتبر بعض المحللين أن السبب في تغير موقف الرباط في هذه القضية هو عدم قدرتها على فتح جبهتين في وقت واحد؛
الأولى في الجنوب ضد جبهة البوليساريو والجزائر والثانية في الشمال ضد أسبانيا ويُذكر أن الأمم المتحدة لا تصنف سبتة ومليلية ضمن المناطق المحتلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد