آخر المواضيع

    الاثنين، 30 سبتمبر 2024

    كيف اخترقت اسرائيل حزب الله

     



     كيف حققت اسرائيل كل تلك المكاسب خلال الفترة الصغيرة السابقة ؟ 

     عملت اسرائيل لفترات طويلة على دراسة خصمها بعد أن تلقوا هزيمة قاسية فى ٢٠٠٦، فقد ظلوا طوال تلك السنين يدرسون كل تفاصيل الخصم ويضعون الخطط المناسبة ، كما غيروا من مفاهيمهم عن عدوهم حتى تكون خططهم واقعية، أقول ذلك لمن يرون أن القتال والحروب مجرد كلمات ومشاعر حماسية يعقبها الإنطلاق لميادين القتال، وأحوالنا واضحة بجلاء فرغم أعدادنا الضخمة فلا وزن لنا أمام بضعة ملايين، هم يدرسون ويتداركون الأخطاء ولازال من بيننا من يريد المواجهة والثأر بالمشاعر الحماسية. 


    كيف تمكنت إسرائيل من إختراق حزب الله


    تمكنت اسرائيل من جمع الكثير من البيانات لدرجة أنها خصصت مجموعة وهى الوحدة 9900، والتي تفحص مئات الآلاف من الصور للعثور على أدنى معلومة، على أمل تحديد وجود جهاز متفجر على جانب الطريق، أو فتحة تهوية فوق نفق أو إضافة مفاجئة لتعزيزات خرسانية، مما يشير إلى وجود مخبأ، وفقًا لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية. 


    بمجرد تحديد هوية أحد عناصر حزب الله، يتم إدخال أنماط تحركاته اليومية في قاعدة بيانات ضخمة من المعلومات، والتي يتم سحبها من أجهزة يمكن أن تشمل الهاتف المحمول لزوجته، أو عداد المسافات في سيارته الذكية، أو موقعه. 


    كما يمكن التعرف على ذلك من كاميرا مراقبة مخترقة يمر بها، وحتى من صوته الملتقط على ميكروفون جهاز التحكم عن بعد في التلفزيون الحديث، وفقًا للعديد من المسؤولين الإسرائيليين. 


    وقالت الصحيفة البريطانية أن أي خروج عن هذا الروتين يصبح بمثابة تنبيه لضابط الاستخبارات لكي يفحصه، وهي التقنية التي سمحت لإسرائيل بتحديد القادة المتوسطي المستوى لفرق مكافحة الدبابات المكونة من مقاتلين أو ثلاثة مقاتلين والتي ضايقت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي عبر الحدود. 


    وفي مرحلة ما، راقبت إسرائيل القادة لمعرفة ما إذا كان قد تم استدعاؤهم فجأة تحسبا لهجوم، ولكن كل واحدة من هذه العمليات تتطلب الوقت والصبر. 


    وتمكنت المخابرات الإسرائيلية على مدى سنوات من ملىء بنك أهداف ضخم لدرجة أنه في الأيام الثلاثة الأولى من حملتها الجوية، حاولت طائراتها الحربية تدمير ما لا يقل عن ثلاثة آلاف هدف مشتبه به لحزب الله، وفقا لتصريحات صادرة عن الجيش الإسرائيلي. 


    وقال مسؤول سابق: "كانت لدى إسرائيل الكثير من القدرات، والكثير من المعلومات الاستخباراتية المخزنة في انتظار استخدامها". 


    ويبدو أن هذا الصبر قد أتى بثماره، فعلى مدى أكثر من عشرة أشهر، تبادلت إسرائيل وحزب الله إطلاق النار عبر الحدود، وبالرغم من أن إسرائيل قتلت بضع مئات من عناصر حزب الله من المستوى المنخفض، فإن أغلبهم كان داخل مسرح الصراع ، ويمتد على بعد بضعة كيلومترات إلى الشمال. 


    في الأشهر الأخيرة، إن لم يكن في السنوات الأخيرة، نجحت الاستخبارات الإسرائيلية تقريبا في إتقان تقنية سمحت لها، بشكل متقطع ، بتحديد مكان نصر الله، الذي كان يشتبه في أنه كان يعيش في الغالب تحت الأرض في شبكة من الأنفاق والمخابئ. 


    ويبدو أن الاستخبارات الإسرائيلية حددت موقعه مرة أخرى الجمعة - وهو يتوجه إلى ما أسماه "مخبأ القيادة والسيطرة"، على ما يبدو لحضور اجتماع ضم العديد من كبار قادة حزب الله وقائد إيراني كبير لعمليات الحرس الثوري.

    إلى هذه الدرجة كان العمل على مدار سنوات طويلة حتى يمكنها تحقيق تلك المكاسب القوية السريعة والمؤثرة على حزب الله.

    أقول مكاسب وليست انتصارات لأنه يمكن تعويضها إذا كانت هناك رغبة حقيقية من إيران  فى رد الصفعات الإسرائيلية، لكن هناك تقارير تتحدث عن أن إيران تنتظر للعام القادم حتى تتمكن من إنتاج سلاحها النووى ولذا فهى يمكن لذلك التضحية بكرامتها وبحزب الله مقابل مصلحتها الوهمية، فبناءا على ما تم خلال الأيام الماضية ضد إيران وحزب الله، فإن إسرائيل لن تترك إيران لتكمل برنامجها النووى، ومن المرجح أنها تعمل منذ فترة طويلة على ضرب منشآت برنامج إيران النووى، حيث كانت قد قررت فى فترات سابقة ضرب المنشآت النووية فى إيران إلا أن الولايات المتحدة منعتها، حيث لم تكن الظروف مواتية، إلا أن الأوضاع إختلفت الآن وانكشفت إيران تماما أمام شعبها وحلفائها والعالم، كما أن القادة الإسرائليين كانوا يعلنون من وقت لآخر عن نيتهم فى توجيه ضربة لبرنامج إيران النووى، ويعد الوقت حاليا هو الأنسب لإسرائيل للقيام بذلك فى ظل حالة الإرتباك التى تعم القيادة الإيرانية والمنطقة، والسيطرة الإسرائيلية التى ظهرت على كافة مناطق المواجهة معها، سواء فى الأراضى الفلسطينية أو لبنان أو سوريا وحتى اليمن.

    إسرائيل حاليا فى حالة نشوة وزهو لم تبلغها من قبل سوى أيام حرب يونيو ١٩٦٧، لكنها حاليا تستند على خطط عمل طويلة الأمد تم التحضير لها بعناية فائقة.

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق