بعد توبتها توفيت وهي ساجده لله في المدينة المنورة ودفنت فيها
توفيت وهي ساجده لله في المدينة المنورة
وُلدت رجوات عام 1914 في أسوان لأسرة ثرية، لكن تعليقات الناس الجارحة على مظهرها جعلت حياتها صعبة. وبينما تزوج أشقاؤها جميعًا، بقيت هي بلا زواج. قررت أن تغادر أسوان متجهة إلى القاهرة، باحثة عن حياة جديدة.
وفي العاصمة، شاء القدر أن تراها أعين السينمائيين. لم تُسند إليها أدوار البطلات الجميلات، بل أدوار الفتاة "القبيحة" التي تثير الضحك. ورغم قسوة هذا التصنيف، قَبِلت بالأمر الواقع، وظهرت في عدة أفلام تركت فيها أثرًا كوميديًا لا يُنسى.
شاهد 👈 (هنا)
وبعد سنوات من الأدوار الهامشية، انسحبت بصمت من الأضواء، لتبدأ مرحلة جديدة في حياتها حيث تزوجت من رجل بسيط يعيش مع والدته وثمانية أشقاء، وكان متزوجًا من أرملة لها أربعة أطفال. وبعد وفاته هو ووالدته، وجدت نفسها فجأة أمام مسؤولية جسيمة: رعاية 12 طفلاً يتيماً.
لم تهرب ولكنها حملت الأمانة بكل حب وإيمان. كرست حياتها لتربية هؤلاء الصغار، حتى شبّوا وأصبحوا أطباء ومهندسين يفتخرون بأن امرأة ليست أمهم بالدم، لكنها صارت لهم أماً بالروح والتضحية.
شاهد 👈 (هنا)
توبتها الصادقة وابتعادها عن السينما لم يكن مجرد اعتزال مهني بل كان تحوّلاً روحياً عميقاً. عرفت رجوات طريق التوبة، وقررت أن يكون ما تبقى من عمرها خالصًا لله. عاشت زاهدة، مكتفية برضا ربها، وبدعوات الأبناء الذين ربتهم ورأوا فيها الأم الحقيقية.
وفي عام 1993، شاء الله أن يكافئها على صبرها وتضحياتها. ذهبت مع أحد أبنائها لأداء الحج وزيارة مسجد رسول الله ﷺ. وبينما كانت ساجدة في رحاب المسجد النبوي، فاضت روحها الطاهرة إلى بارئها.
شاهد 👈 (هنا)
رحلت رجوات منصور في 26 مارس 1993، ودُفنت في المدينة المنورة، تاركة للعالم قصة تبعث في النفوس الأمل: أن التوبة ممكنة، وأن حسن الخاتمة رزق يُعطى لمن صدق مع الله.
قصة رجوات منصور تذكير لنا جميعاً أن الجمال ليس الشهرة، بل بالأعمال الصالحة والقلوب النقية. وأن الله، جلّ في علاه، قد يخفي لنا بين لحظات الحياة العادية أجمل خاتمة نتمناها سجدة بين يديه في أطهر البقاع
شاهد 👈 (هنا)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد