الأطفال الخضر في وولبيت لغز بريطانيا الغامض

 الأطفال الخضر في وولبيت لغز بريطانيا الغامض

اطفال بلون اخضر 

طفلا وولبيت الخُضر أو طفلا وولبيت ذوو اللون الأخضر هو الاسم الذي أُطلِقَ على طفلين لبشرتهما لونٌ غريبٌ. وقد وَرَدَ أنهما ظهرا في قرية وولبت في سوفولك في إنجلترا في فترة ما من القرن الثاني عشر، ربما خلال فترة حكم الملك ستيفن. الطفلين هما أخٌ وأخته، مظهرهما طبيعي وعادي إلا فيما يخص لون البشرة. هؤلاء الطفلين يتحدثان لغةٌ غير معروفة، ولا يأكلان سوى الفول الأخضر لكن مؤخرًا

عثر الفلاحون في قرية وولبيت على طفلين صغيرين، أخ وأخته، بالقرب من حُفر الذئاب (التي أخذت القرية اسمها منها). لم يكونا كأي طفلين عاديين: لون بشرتهما كان أخضر زمرديًا، وارتديا ثيابًا غريبة مصنوعة من قماش لم يتعرف عليه أحد

شاهد ايضا 👈 (هنا) 

 اعتاد الطفلان أكل اصناف الطعام الأخرى وزال عن وجهيهما الشحوب، إلا أن الفتى قد مرض وتٌوُفِيَ بعد فترة قصيرة من تعميده. الفتاة قد تأقلمت على حياتها الجديدة، ولكن "سلوكها كان متحررًا وطائشًا" و بعد تعلمها التحدث بالإنجليزية، قالت الفتاة أنها هي وأخيها قد جاءوا من مارتنز لاند، وهي واحدة من العوالم السفلية وسكانها من ذووي البشرة الخضراء

كانا خائفين، جائعين، ولا يتحدثان الإنجليزية. اللغة التي نطقا بها لم يفهمها أحد من أهل القرية، مما جعل الأمر أكثر غرابة وغموضًا.

شاهد ايضا 👈 (هنا)

 

رفض الطفلان كل ما قُدّم لهما من طعام، حتى عُرضت عليهما الفاصولياء الخضراء النيئة، فالتهموها بشراهة. ومع مرور الأيام، بدأا يتأقلمان شيئًا فشيئًا، وتغيّر لون بشرتهما تدريجيًا حتى أصبح طبيعيًا.

للأسف، لم ينجُ الصبي الصغير، إذ توفي بعد فترة قصيرة. أما الفتاة فقد عاشت وتعلّمت اللغة الإنجليزية، لتكشف لاحقًا عن جانب آخر من الحكاية.

شاهد ايضا 👈 (هنا) 

عندما كبرت الفتاة، روت للناس أن أصلها يعود إلى مكان يُدعى "أرض سانت مارتن"، حيث كل شيء يكتسي باللون الأخضر: الناس، النباتات، وحتى ضوء السماء. أوضحت أن تلك الأرض لا تعرف الشمس الساطعة مثل إنجلترا، بل يغمرها ضوء باهت دائم.

قالت أيضًا إنهما ضلّا طريقهما بعد أن تتبّعا صوت أجراس كنيسة من بعيد، ليجدا نفسيهما فجأة في عالم مختلف تمامًا، عالم البشر.

شاهد ايضا 👈 (هنا) 

وفي محاولة لتفسير قصة الطفلين الملونين، قد هيمن نهجان على عملية التفسير وهما: إما أن هذه القصة هي إحدى قصص الفن الشعبي والتي تصف لقاءً مع سكان عالم آخر يقع تحت قدمينا أو يقع حتى خارج الأرض، وإما هي تحريف أو تشويه لحدث تاريخي. وقال الشاعر والناقد الإنجليزي هيربرت ريد وهو من أنصار اللاسلطوية في عمله إنجليش بروزستايل المنشورة في 1931عن القصة إنها عمل خيالي مثالي. وقد كانت مصد إلهامه في روايته الوحيدة ذا جرين تشايلد، والمكتوبة في 1931.

 قد يكون الطفلان مهاجرين يتامى من منطقة فلاندرز (Flanders)، جاءا إلى إنجلترا وهاما على وجهيهما. أما اللون الأخضر فربما كان نتيجة مرض يُسمى الكلوروز (فقر الدم الأخضر) الناتج عن سوء التغذية.

شاهد ايضا 👈 (هنا) 

القصة قد تعكس تقاليد قديمة عن "عوالم موازية" أو "أراضٍ مخفية"، شائعة في الفلكلور الأوروبي و البعض يذهب بعيدًا ليرى في القصة دليلاً على وجود كائنات من عوالم أخرى، أو حتى زوارًا من كوكب مختلف.

و مهما كان أصل القصة، فقد أصبحت جزءًا من التراث الشعبي البريطاني، وموضوعًا لكتب ودراسات وأعمال فنية. إنها حكاية تقف على الحد الفاصل بين الواقع والأسطورة، وتذكّرنا بأن التاريخ لا يخلو من أسرار لم تُفسر حتى اليوم.

شاهد ايضا 👈 (هنا) 

شعار القرية الذي أقيم عام 1977 يصور الطفلين الملونين و قد وردت قصة الطفلين في الوقت شبه المعاصر حوالي في عام 1189و 1220، في كرونيكم أنجيليكانم لرالف أوف كوجشال وهيستوريا ريرام أنجليكرام لوليام أوف نيوبيرج بالترتيب. ومنذ ذلك الوقت إلى حين إعادة اكتشافهم في منتصف القرن التاسع عشر ورد ذِكرُ الطفلين فقط في الكتاب الخيالي ذا مان إن ذا موون 

شاهد ايضا 👈 (هنا)