تجربة علمية بدأت بالصدفة وانتهت باكتشاف مذهل

 تجربة علمية بدأت بالصدفة وانتهت باكتشاف مذهل

تجربة انتهت بنتائج مدهشة

تجربة علمية بدأت بالصدفة وانتهت باكتشاف مذهل في عام 1976، حصل البروفيسور جوليان شيبرد من جامعة بنغامتون في نيويورك على مجموعة صغيرة من قراد Argas brumpti، وهو نوع من القراد الشرقي الأفريقي.لم يكن يتوقع حينها أن يعيش هؤلاء الصغار حتى القرن التالي!

وضعهم في المختبر داخل بيئة مناسبة لمراقبتهم، دون أن يدرك أن التجربة ستتحول إلى واحدة من أغرب قصص البقاء في عالم الأحياء. هذا النوع من القراد يختلف عن أقاربه: فجلده ناعم وليس مغطى بقشرة صلبة كما هو شائع، كما أن طريقته في التغذية فريدة فهو يتناول طعامه بسرعة وبكميات أقل، لكنه يعوض ذلك بوجبات متكررة. بدأ شيبرد تجربته بست إناث، وأربعة ذكور، وثلاث حوريات (وهي مرحلة بين اليرقة والعث البالغ).

كانت تتغذى على الأرانب والفئران والجرذان حتى عام 1984، حين توقف عن العمل عليها لانشغاله بأبحاث أخرى. لكن المدهش أن القراد لم يمت رغم ثماني سنوات دون طعام! بقيت حية تتأقلم مع الجوع والجفاف وكأنها مصممة للبقاء في أقسى الظروف. قال شيبرد لاحقًا: "لطالما أدهشتني قدرة الكائنات الحية على التكيف مع بيئاتها القاسية، وخاصة هذا النوع الذي يستطيع النجاة رغم شبه انعدام الماء والغذاء."

الذكور كانت أول من استسلم، إذ ماتت جميعها بحلول عام 1988. 

أما الإناث فاستمرت بالعيش حتى عام 1992، حين قرر شيبرد إطعامها مجددًا، ليحدث أمر لم يكن بالحسبان: إحدى الإناث القديمة بدأت بوضع بيض خصب يحتوي على ذكور وإناث جديدة!

هذا الاكتشاف أظهر أن إناث Argas brumpti قادرة على الاحتفاظ بالحيوانات المنوية حية داخل أجسامها لسنوات طويلة، وهي ظاهرة نادرة جدًا في القراد.

ووفقا لنتائج المتابعة التي استمرت 45 عام، فقد عاشت بعض الأفراد الأصلية حتى 27 عام، بينما لا يزال أحفادها من الجيل الثاني، المولودون بين عامي 1992 و1995، على قيد الحياة بصحة جيدة حتى اليوم، وقد تجاوز عمرهم 26 عام

بهذا، أصبحت تجربة شيبرد مثال مذهل على قوة التكيف في الكائنات الصغيرة. وبعد أن اختتم دراسته، قرر نقل القراد إلى موطنها الأصلي في أفريقيا، بينما يتفرغ الآن لأبحاث جديدة قصة بدأت بمحض الصدفة... وانتهت بدليل جديد على قدرة الله في خلقه الخلق وقدرة الحياة على الصمود في وجه المستحيل.