في بعض المجتمعات الاسيوية يختبر الرجل رجولته والانثى تختبر عفتها امام الجميع
عادات إثبات العفّة في بعض المجتمعات الآسيوية
لا تزال بعض العادات القديمة في المجتمعات البشرية تثير الكثير من الجدل، ومن أبرزها العادات المرتبطة بليلة الزفاف وإثبات "عفّة" العروس أمام الأهل أو المجتمع. هذه الممارسات التي تعود جذورها إلى عصور قديمة، لم تكن حكرًا على آسيا فقط، بل ظهرت في أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط أيضًا، لكنها ما زالت موجودة بشكل متقطع في بعض القرى والمجتمعات الآسيوية.
كانت مسألة "شرف العائلة" مرتبطة في كثير من الثقافات بقدرة المرأة على الحفاظ على عذريتها حتى الزواج. ولهذا السبب، جرى إقحام الأهل والمجتمع في أدق تفاصيل الحياة الزوجية الخاصة. في بعض القرى، كان يتم انتظار خروج العريس والعروس من غرفة النوم في أول ليلة، ويُعرض الغطاء أو الملاءة على الجميع كدليل على نزول الدم الذي يعتقدون أنه يثبت العفّة.
ممارسات في آسيا الوسطى
في دول مثل كازاخستان وقرغيزستان وأوزبكستان، عُرف تقليد "رفع الغطاء" أو "إظهار الملاءة" بعد ليلة الزفاف. حيث يجتمع الأهل والأصدقاء، ويُظهر العريس الملاءة كإشارة إلى نجاحه في إثبات رجولته، وإلى "طهارة" العروس. هذه الممارسة كانت تُعد شرطًا لحماية سمعة العائلة.
أوروبا القديمة ومناطق أخرى
جدير بالذكر أن هذه العادة لم تكن حكرًا على آسيا. ففي بعض القرى الأوروبية، خصوصًا في القرون الوسطى، كان يتم تعليق الملاءة أمام البيت أو عرضها في ساحة القرية. كذلك في بعض مناطق الشرق الأوسط وإفريقيا كانت هناك عادات مشابهة.
اليوم، يُنظر إلى هذه الممارسات على أنها :
1 . انتهاك للخصوصية : إذ تحوّل لحظة شخصية جدًا بين الزوجين إلى عرض عام.
2 . إذلال للمرأة : إذ يُختصر شرفها وكرامتها في مسألة جسدية غير دقيقة علميًا.
3. ممارسة غير عادلة : فالعفة تُختبر عند المرأة فقط، بينما يُحتفى برجل لم يُطلب منه إثبات مماثل.
من المهم التذكير أن نزول الدم ليس شرطًا لوجود "بكارة"، إذ قد يتمزق غشاء البكارة لأسباب غير جنسية مثل الرياضة أو السقوط أو الفحص الطبي، وفي بعض الحالات قد لا ينزف أبدًا حتى مع أول علاقة.
الوضع اليوم في المدن والمجتمعات المتحضرة تم الاستغناء عن هذه العادات، وأصبحت تُعتبر جزءًا من الماضي
في بعض القرى، ما زال هذا الطقس يُمارس بشكل رمزي أو ساخر، حيث يرفع الغطاء أو الفراش أمام الأهل كنوع من إحياء التراث أو للضحك، دون أن يُؤخذ على محمل الجد.
عادات إثبات العفّة هي موروث ثقافي قديم يعكس نظرة المجتمعات التقليدية للشرف والجنس، لكنها اليوم تواجه رفضًا واسعًا، إذ يُنظر إليها على أنها إهانة للمرأة وتعدٍ على حياتها الخاصة. وبينما بدأت تختفي تدريجيًا، فإن بقاياها ما زالت حاضرة في بعض المجتمعات الريفية، لتبقى شاهدًا على كيفية تطور القيم والمعايير عبر الزمن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد