قصة الساحر اليمني التائب الذي قتل الجن اولاده وزوجته
قصة الساحر اليمني التائب الذي قتل الجن اولاده وزوجته
في البداية كان ابنا لساحر عهده الناس وشهدوا له بالصلاح والفلاح ولم يكونوا يعرفون من أموره الحقيقية التي لا يعلمها سوى الله سبحانه وتعالى أي شيء، لاحظت والدته منذ وضعه أنه يصرع ليلا ولا يتمكن من النوم في هدوء وسلام كغيره من المولودين الجدد
كبر الابن وحتى وصل سن الرابعة عشرة من عمره لم يصب بأي مكروه ؛ وعندما بلغ الرابعة عشرة من عمرة توفى والده ورحل عن الدنيا
كان الابن كثيرا يجد شيئا يقوده للأماكن المهجورة وغالبا ما وجد راحته بالغابة وكان هناك يجد العديد من الفتيات واللاتي هن في الأصل شياطين تمثلن في صورة فتيات جميلات
يوم من الأيام عندما كان عائدا من الغابة وجد دابة كبيرة سوداء على الطريق، وقد تم ربط وثاقها بشجرة بجوار منزل، اعتقد ذلك الشاب الصغير أن صاحبها يريد الذهاب للغابة ليفعل مثلما يفعل هو، فقرر أن يأخذ الدابة حتى يعطيه درسا لا يمكنه العودة للقرية ولا اكمال طريقه للغابة
وبينما كان عائدا بالدابة التي أخذها للقرية، كان هناك طريق وعر بعض الشيء فتوقفت الدابة ولم تخطي خطوة واحدة، فاضطر الشاب لضرىٍها بالعصا مرتين، وفي المرة الثالثة التفتت إليه الدابة وتحدثت إليه بصوت فتاة: "لا تضربني فأنا لست بدابة كما تعتقد".
فضربها للمرة الثالثة ولكنها اختفت في الحال عن أنظاره، لذلك أغمي عليه وشبه فقد عقله لمدة ثلاثة سنوات من عمره، كان عندما يرد إليه عقله يجد نفسه داخل قفص بمنزل والديه، ومغلغل بالأصفاد، كانت والدته قد استعانت بأحد أقربائها في البحث عنه حتى إيجاده.
كان يحاول مع والدته خلال الثلاثة سنوات ليخرج لنفس المكان الذي اعتاد الذهاب إليه وكان طعامه في مده غيابه الخبائث والجيفة وكل ما هو ميت يقول الساحر التائب أنها أفضل وجبة للشياطين على الإطلاق ويقول أنه كان يتصارع مع الكلاب على الجيفة فينتصر بالنهاية ويفوز بأكلها كاملة لوحده
كانت تسمح له والدته بالذهاب بشرط ان يعود إليها وبالفعل كان يعود إليها بكل مرة حتى تسمح له بالذهاب مجددا؛ وبنهاية السنة الثالثة دخل مسجد به أناس كثيرون فقاده أحدهم للمضي في طريق والده والذي كانوا يظنون جميعهم بأنه رجل من أهل التقوى والصلاح والفلاح
أخذته العظمة فأراد أن يكون ذا شأن عظيم بين البشر، وأن يسير على نهج والده الراحل وتصبح له كرامات مثلما كان لوالده
عاد للمنزل مسرعا، وسأل والدته عن كتب والده،فأجابته بأن والده قد أتلفها جميعها قبل وفاته بأيام كانت والدته تخشى عليه من الطريق التي سلكها والده ولا تريد لابنها أن يصير مثله ويسلك نفس طريقه، حيث أنها لطالما نصحت زوجها ولكنه لم يسمع لها ولم يلقي بالا لحديثها ونصحها.
كان الشاب قد علم مسبقا من الجن والشياطين حيث أنه كان دائما يراهم منذ صغره بمكان كتب والده، فقال لوالدته عن موضع الكتب بالتحديد، حزنت والدته ولم تجد سبيلا آخر غير إعطائه إياهم حيث أنها أيقنت أنه قد سلك نفس الطريق بدأ في قراءة الكتب والعمل بها، وذكر أنه من أشهرها (كتاب ب،ن) و(كتاب ش،م)، وكانت أولى خطوات الدخول في طريق السحر هي الخلوة، وبالفعل ذهب لمغارة تبعد عن كل الناس وشرع في العمل بطقوس الخلوة
والتي كانت عبارة عن إحضار مصحفين والقيام بشق الأول نصفين من سورة الكهف والعياذ بالله، ووضع كل نصف أسفل قدميه(والعياذ بالله) ومن بعدها استخدام المصحف الآخر بعد تمزيق صفحاته ورقة إثر الأخرى كفرش للمكان (والعياذ بالله)جلس في المغارة اربعين يوما معتزلا كل الناس
حرم عليه استخدام المياه نهائيا، وبنفس المكان كان يقضي حاجته دون أن يتطهر ولا يغتسل ولا أي من هذه الأشياء المعتادة من قبل البشر.
بنهاية اليوم الأربعين ظهر له روحانيا، وفي الاصل شيطان (عندما وصفه قال رجل أبيض البشرة عليه ثياب بيضاء، وشعر أبيض طويل تبدو عليه الهيبة والمكانة العالية) سأله عما يريده، فأجابه الشاب بأنه يريد خدما من الجن ليعينوه على قضاء حوائجه
فأختفى الرجل دون ان يجاوب، فأكمل الشاب في القراءة والقيام ببقية الطقوس، وبعد أيام كان قد تم المراد، وحصل الشاب على الخدم؛ عندما خرج من المغارة (شبه نفسه بأنه كانت له رائحة أقىٍح من رائحىة الكلب وأشر منها بمراحل عديدة.)
حرمت عليه الصلاة ودخول المساجد إلا إذا كان مضطرا لذلك أمام الناس، وان يصلي ولكن بدون وضوء ولا اغتسال، توجب عليه التظاهر بأنه يؤدي الصلاة أمام الآخرين حتى يتقون به ويتبعون كلامه ويعتقدون فيه الخير.
توجب عليه دوما أن يكون نجسا ويكون نجسا عند اداء الصلاة كذلك، ولا يذكر اسم الله إلا في البدايات من قوله أمام الآخرين وبعدها يستدعي الخدم من الجن والشياطين ليساعدوه على أمره، وبكل خدمة يقدمونها له تكون لهم طلبات، كأن يطلبون من المسحور الذي يريد العلاج أن يذبح ذبيحه لغير الله
استمر على حالحال كثيرا وصار مشهورا بين الناس ويأتون اليه ناس كثييرين من كل أنحاء البلاد العربية صرح بأن أكثر ما جاء إليه كانت النساء ، والشياطين يطلبون من الساحر ان يجعل النساء ضعيفات الايمان
وإحدى كراماته أمام الناس، ولو أنه لا يسميها بالكرامة نهائيا حيث أنها من فعل الشيطان، كان يوهم الناس بمجلسه أنه يدخل ويتوضأ ويخرج ويصلي ويقول الله أكبر، ويوهم الناس انه يصلي لله سبحانه وتعالى ولكنه يفعل عكس ذلك، لقد كان يسجد للشيطان الذي يتمثل له في صورة كلب او خنزير
وبعد ما ينتهي من صلاته يخرج خنجرا من جيبه، ويشرع في طعن نفسه فلا يصيبه اي سوء ولا أذى، وكانت هذه الحيلة تنطوي على الناس بأنه كانت تتلبس به الشياطين وبالأخص بمنطقة بطنه التي يضع بها الخنجر
حتى جاء اليوم الذي دخل فيه أحد الرجال الصالحين وقرأ آية الكرسي بصوت منخفض ففر الشياطين هاربين تاركين إياه يعاني من طعنة ببطنه كادت أن تودي بحياته، لم يتحمل الجن آية الكرسي ففروا هاربين.
فمكث في المستشفى قرابة الثلاثة شهور يتعالج من إصابته والتي كانت بالغة للغاية وبيوم من الأيام حيث أن الله سبحانه وتعالى قد أراد به الخير وانتشاله من ظلمات المعصية والشرك به، كان يعالج حالة من مس وسحر شيطاني ومكث بمنزله، شعر بالإرهاق الشديد فأراد أن ينال قسطا من الراحة
وبعد ذلك أتته رؤيا بمنامه، رأى نفسه مات المنية وأن القوم قد حملوه للقبر، وهناك وجد الظلمة وبعد ذلك سمع أصوات رعد أرعىٍت قلبه، وأمر بالصلاة فسأل أين المكان، فأمر أن يصلي بمكان حيث إن وضع به ذاب كليا ولم يتبقى منه شيء على الإطلاق؛ وإذا بقدر كبير يجر إليه، قدر به سائل يغلي
وتوضأ منه ويصلي بنفس المكان فررت بالهرب على الفور ولكن خرجت يد من نحاس ضخمة للغاية وأمسكت بعنقي وأخذت ترفعني للأعلى وجاءت لتهبط بي كاملا بداخل القدر، فصحى من النوم في هذه اللحظة فصرخ صراخا قد زلزل البيت الذي أنام به كان حينها جميعهم نايمين واستيقظوا على اصوات صرخات
جاءه صاحب المنزل ومعه البخور والعطر كما هو المعتاد، فطلبت منه ألا داعي لذلك، فكرت لثواني هل أخطأت بحق الشيطان وبحق خدمته؟!
عاد ليكمل نومه، ولكنه أيضا أتته رؤيا من جديد، لقد أراد في هذه لمرة رأى نفسه فوق جبل شاهق، وعندما نظر للأسفل وجد والده بنفس الموضع الذي رأى نفسه به بالرؤيا الأولى، وجده يغتسل ويتوضأ من نفس القدر الذي أحضر له
ويصلي بنفس المكان الذي أمر به نفسه ليصلي فيه ولكنه أبى، لقد رأى كل شيء مع والده، نظر إليه والده قائلا: "ابق مكانك ولا تأتني، اسلك طريق التله الطريق القويم ودعك من طريق الشيطان طريق الضلال، يا بني إنك ما زلت بالحياة الدنيا ولا يزال الوقت معك صل لله ولا تعبد غيره، اقبل على طريق ربك
وادبر عن طريق الفسق والآثام، يا بني لا تتبع خطوات الشيطان ولا تتبع الطريق الذي سلكته من قبلك، انظر الي بنفسك كيف كانت نهايتي".
استيقظ من نومه على الفور وأيقن أنها رسالة من الله لهدايته وإصلاح قلبه، وأنه يرد به الخير، أفاق واغتسل ولأول مرة بحياته نوى نية الصلاة الخالصة لوجه الله سبحانه وتعالى، يقول حينها سلبت مني كل قواي، شعرت وكأنني طين، لا أقوى على القيام من الفراش
صارعت وجاهدت حتى استطع الوقوف على المصلى والامتثال بين يدي الله سبحانه وتعالى، أريد توبة خالصة لوجهه الكريم. وبعد هذه الصلاة شرعت الجن والشياطين في إغرائه بكل ما يشتهيه وتحبه نفسه، ولكنه لم يقبل عليهم مرة أخرى، فاتجهوا للطريق الثانية ألا وهي طريق التهديد والوعيد!
هددوه بأخذ كل ما لديه ولن يرحموه مهما فعل، أيقن في قرارة نفسه أنه بمفترق طرق، إما أن يختار طريق الله سبحانه وتعالى ويخسر ماله وولده إذا أراد الله وحده سبحانه وتعالى، وإما أن يعود لطريق الشيطان ويخسر نفسه وآخرته!
يقول أن زوجته كانت داعما قويا له بعد توبته ثبت على قراره ولم يعد إليهم مجددا ولم يفعل ما اعتاد على فعله لإرضائهم، وجاء يوم تنفيذ التهديد والوعيد، بعد العشاء كان يجلس مع زوجته وأبنائه ويتناولون بعض الطعام، وإذا بابنه الأكبر الذي يبلغ من العمر تسعة أعوام ينتفخ بالهواء ويطير بالهواء، وبعدما يتشقق جلده حتى اقتلع عينيه من مكانها، وبالتالي مات، أغشي على والده وصارا فاقدا للبصر!
وما حدث مع ابنه الأكبر حدث مثله تماما مع ابنه الذي يبلغ من العمر ستة سنوات، هذا ما قال له زوجته فقد كان حينها فاقدا للوعي، وبنهاية العام كانت زوجته قد أوشكت على وضع جنينها، استيقظت من النوم
وقد اختفى الجنين من بطنها وكانت تشعر بآلام شديدة، فذهب بها الى اقرب مستشفى، وإذا بهم يكتشفون أنها لم تكن تحوي جنينا على الإطلاق!ذهب بها زوجها لرجل صالح فقرأ عليها بعضا من آيات القرآن، فنطق جني وقال: "أنا من أكلت جنينها وسآكل كبدها وكبد . (اسم زوجها)"!
كانت لزوجته كلمات لها أثر طيب على قلبه، ثبته على طريق الهداية وربط على قلبه ليتحمل الابتلاء الذي من به عليه الله سبحانه وتعالى، قالت له زوجته: "اثبت ولن يفعلوا لنا شيئا إلا ما أراده الله لنا، وسيعوضك الله خيرا".
وبالفعل توفيت زوجته، ولكنه ثبت على الطريق وصار يوعي الناس من تجربته التي عاشها مع الجن والشياطين، يقدم نصحا للناس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد