آخر المواضيع

    الخميس، 14 أغسطس 2025

    بببغاء في الأمازون يتحدث بلغة بشرية لم تعد مستخدمة

     بببغاء في الأمازون يتحدث بلغة بشرية لم  تعد مستخدمه بببغاء في الأمازون يتحدث بلغة بشرية لم تعد مستخدمة

    شعب الأتوريز


    في عام 1799، التقى ألكسندر فون هومبولت بببغاء في أعماق الأمازون كان يتحدث بلغة بشرية لم تعد مستخدمة — إنها لغة شعب الأتوريز القبيلة المنقرضة "يُقال أن شعب الكاريبي آكلي لحوم البشر هم من أبادوهم"


    شعب الأتورِس (Atures) المنقرضون الموقع والانتماء اللغوي


    عاش الأتورِس حول قرية مايبوريس/Maypures وفي مجاري أنهار فنتواري وسيبابو وأوتانا في أعالي الأورينوكو. لغتهم تُعرف في الأدبيات باسم المايبوري (Maipure) وهي من عائلة الآراواكية المنتشرة في الأمازون، وقد اندثرت مع أواخر القرن الثامن عشر. 


    تذكر الروايات التاريخية أن اندثار الأتورِس ارتبط بمزيجٍ من الأوبئة والاقتتال والتهجير في المنطقة خلال الحقبة الاستعمارية ما أدى لاختفاء متحدّثي المايبوري كلغة يومية بحلول مطلع القرن التاسع عشر. تفاصيل كثيرة تبقى غامضة لقلّة التوثيق المباشر


    قصة “ببغاء هومبولت” واللغة المفقودة


    أثناء رحلته عبر الأورينوكو عام 1799، ينقل ألكسندر فون هومبولت أنه صادف في مايبوريس ببغاءً “يُتمتم” بكلمات ليست من لغة السكّان الحاليين، بل من لغة الأتورِس الذين كانوا قد اختفوا؛ فقام بتدوين ما سمعه صوتياً بوصفها آخر بقايا موثّقة لتلك اللغة. القصة وردت في عدة روايات ثانوية وسير لاحقة، وتُستخدم اليوم مثالاً مؤثراً على هشاشة اللغات المهددة. تجدر الإشارة إلى أن الببغاوات تُقلِّد الأصوات ولا “تفهم” اللغة، لكن تدوين الكلمات منح الباحثين أثراً لغوياً نادراً. 


    ما الذي نعرفه عن لغة المايبوري؟


    جمعت الدراسات الحديثة شذرات من قوائم كلمات ووصفٍ نحوي موجز اعتماداً على مواد من القرن الثامن عشر، ما يسمح بوضع المايبوري ضمن الفرع الشمالي من الآراواكية ومقارنتها بلغات قريبة مثل بانيفا. إلا أنّ قلّة البيانات تجعل التصنيف التفصيلي والتحليل التاريخي موضع حذر. 


    ألهمت قصة الببغاء مشاريع فنية وبحثية تُذكّر بانقراض اللغات؛ من ذلك عمل الفنّانة راشِل بَرْويك (may-por-é) الذي أعاد “إحياء” مفردات مايبوري عبر ببغاوات معاصرة بوصفه تأمّلاً في الذاكرة والضياع اللغوي. مثل هذه الأعمال لا “تعيد” اللغة فعلياً، لكنها تُبقي ذكرها حياً في الوعي العام. 


    شعب الأتورِس كان جزءاً من فسيفساء الأمازون الثقافية في أعالي الأورينوكو. انقرض قومياً ولغوياً مع نهاية القرن الثامن عشر، ولم يبقَ من لغته المايبورية إلا فتاتٌ موثّق وبعض الحكايات – أبرزها قصة ببغاء هومبولت عام 1799. تُظهر قصتهم كيف يمكن للتاريخ والمرض والعنف أن يمحوا لغةً كاملة، وكيف يمكن لقصاصة ميدانية أو تسجيلٍ صوتيٍّ عابر أن تصبح آخر شاهدٍ على وجودها. 


    لقد حافظ هذا الراوي المكسو بالريش على لغة طواها النسيان مبيّنًا كيف يمكن للتاريخ أن يهمس إلينا بأغرب الطرق. إنها تذكرة رائعة بقوة الذاكرة، وجمال الطبيعة، وروابط الإنسان التي تتجاوز حدود الزمن


    وبينما اختفى شعب الأتوريز من الوجود، ظل هذا الطائر يحتفظ بصوتهم، مذكّرًا إيّانا بأن الثقافات المندثرة قد تترك أصداءً خلفها


    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق

    اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد