زوال النظام الإيراني
نتنياهو كان قد صرح بأن زوال نظام الملالى فى إيران قد يكون أسرع مما يتوقع البعض.
جملة عابرة جائت فى سياق تصريحاته عن الضربة الإيرانية الأخيرة، وعن أن رد إسرائيل على تلك الضربة سيكون قاسيا، ربما لم يلتفت أحد لتلك الجملة ومغزاها، وربما اعتبرها البعض كلمات حماسية فى أوج المواجهة مع إيران.
ولكن باللربط بين سلسلة الاغتيالات المتوالية والمستمرة حتى الآن، التى قامت بها إسرائيل ضد قيادات فى الحرس الثورى وحزب الله، فهى توحى بأن إسرائيل لديها خطة ليس فقط للتخلص من كبار القادة فى إيران وحزب الله، وإنما القضاء على قادة إيران أنفسهم لتفريغ الكوادر من قادتها، بمساعدة ما يمكن أن نطلق عليه الطابور الخامس الموالى لإسرائيل في إيران، والذى كانت له بصمات واضحة فى عمليات الإغتيال.
هذا الفريق من العملاء والذى يتغلغل بقوة فى مستويات القيادات الأمنية العليا فى إيران، يبدو أنه يعمل ليس فقط من أجل المال، ولكن يبدو أنه يريد بالفعل التخلص من هذا النظام برمته، فحجم الإختراقات الأمنية فى النظام الإيرانى كبير للغاية، ويمكن أن نصفه بأنه ليس له مثيل فى الوقت الحاضر، فى الوقت الذى تعلن فيه إسرائيل من وقت لآخر القبض على عملاء لإيران، معنى ذلك أن الدائرة الأمنية الإسرائيلية محكمة، وذلك أمر طبيعى، أما ما يحدث فى إيران فهو أكبر من مجرد إختراقات أمنية، فهو يبدو أنه اتفاق لهؤلاء العملاء مع الموساد للتخلص من النظام الإيراني، الذى أصبح فى الآونة الأخيرة لا يتمتع بدعم الشعب الذى يشكو من سوء الأحوال الإقتصادية والمعيشية رغم ثروة إيران النفطية، حيث قامت فى سبتمبر من عام ٢٠٢٢ تظاهرات شعبية قوية ضد النظام احتجاجا على مقتل فتاة إيرانية ( مهسا أمينى) لتخليها عن معايير الملابس المفروضة على النساء فى إيران، وما كان مثيرا للدهشة هو تحول المظاهرات من الاحتجاج على مقتل أمينى إلى المطالبة بإسقاط النظام والإحتجاج على الأوضاع المعيشية، بل وهتفت بموت المرشد الأعلى.
رئيس حكومة اسرائيل كان قد وجه كلمة للشعب الإيراني تتضمن أن حربه ليست معهم وإنما مع النظام وأنه بدون هؤلاء القادة سينعم الشعبين الفارسى واليهودى بالأمن والسلام.
جملة لها دلالات خطيرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد