كان الرجل يتخذ من مظاهر الدين طريقا لاكتساب الثقة
قصة جميلة جدا ومعبرة
ابراهم شمس الدين الكثير روى قصة جميلة جدا بعنوان كيس الذهب لصاحبه وتقول القصة أنه كان في الكوفة رجل يُظهر للناس الصلاح والورع، ويتظاهر بالتقوى والخشوع حتى كثر الثناء عليه، وصار الناس يأتمنونه على أموالهم إذا سافروا ويجعلونه وصيا على أولادهم إذا حضرهم الموت
وذات يوم، دخل رجل المسجد، فجعل يتفحص المصلين حتى وقعت عينه على رجلٍ كثير الخشوع، مضيء الوجه، فأُعجب به فلما انتهى من صلاته قال له :ـ "إني أريد أن أودع عندك مالا أمانة أنا ذاهب إلى الحج، وقد رأيت فيك الصلاح فأجابه الرجل قائلا : "وأنا أيضا صائم."فقال له الرجل: "والله، أعجبتني صلاتك، ولكن لم يعجبني صيامك!"
شاهد ايضا 👈 (هنا)
لقد كان الرجل يتخذ من مظاهر الدين طريقا لاكتساب الثقة، حتى إذا أودعه الناس أموالهم، خان الأمانة.فقد جاءه أحدهم بأمانة، فلما رجع من سفره وطلبها، أنكرها ذلك المدّعي. فمضى الرجل إلى القاضي إياس بن معاوية يشكو ما لحقه، فقال له إياس ـ "أعلم صاحبك أنك ستأتيني؟ قال: "كلا." قال إياس: "انصرف الآن، وتعال غدا." ثم أرسل إياس إلى ذلك الرجل المؤتمن، وقال له :
"لقد اجتمع عندي مال كثير للأيتام، لا كافل لهم، وقد رأيت أن أجعلك وصيا عليهم، فهل دارك حصينة ووقتك متسع؟"فقال الرجل فرحًا: "نعم أيها القاضي."قال إياس: "إذن تعال بعد غد، وهيئ موضعا للمال."
شاهد ايضا 👈 (هنا)
وفي اليوم التالي، جاء الرجل صاحب الحق، فأمره إياس أن يذهب إلى خصمه ويطالبه بالمال، فإن أنكره فليقل له: "أشكوك إلى القاضي.".ففعل الرجل ما أمره به القاضي، فلما أنكر المدّعي الورع المال، هدّده بالشكاية إلى القاضي فارتعد وسارع إلى رد المال كاملا، وحاول تطييب خاطر صاحبه. ثم عاد الرجل إلى إياس شاكرا، وقال: "لقد استعدتُ مالي، جزاك الله عني خيرًا."
وبعد يومين، حضر الرجل المدعي الورع إلى مجلس إياس، ومعه الحمالون ليستلم ما ظنه مال الأيتام، فما كان من القاضي إلا أن زجره أمام الناس وقال :ـ "بئس الرجل أنت، يا عدو الله! لقد اتخذت الدين مطية للدنيا."لقد أراد إياس أن يفضحه على رؤوس الأشهاد، ليعلم الناس أن هناك من يتظاهر بالصلاح، وهو في حقيقته خائن للأمانة.
شاهد ايضا 👈 (هنا)
وهنا تبرز حقيقة جلية: إذا أراد القاضي أن ينصف الناس بإخلاص فإن الله يلهمه الصواب.وقد جاء في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:
" إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا "
بمن يذكركم من استخدم الدين كوسيلة ؟
شاهد ايضا 👈 (هنا)
أصبت يا زينو كم من متعيش بالدين تاجرا ليحقق مصالح دنيوية
ردحذف