آخر المواضيع

    الاثنين، 4 أغسطس 2025

    خلف هذه الحجارة قصة غامضة، تمتد عبر أكثر من 1200 سنة

    خلف هذه الحجارة قصة غامضة، تمتد عبر أكثر من 1200 سنة

    خلف هذه الحجارة قصة غامضة، تمتد عبر أكثر من 1200 سنة

    ثماني قطع نادرة على باب الكعبة


    على الجانب الأيمن من باب الكعبة، تتلألأ ثمانُ قطع نادرة من حجر المرمر بلمعان لا يشبه غيره…


    لكن خلف هذه الحجارة، قصة غامضة، تمتد عبر أكثر من 1200 سنة، وتخفي سرًّا عن جثة مجهولة، وسرقة، وعودة غريبة!هذا الحجر ليس عاديًا…


    إنه من أندر أنواع المرمر في العالم، يُعرف باسم "ميري ستون" (Mary Stone)، وهو نوع من الرخام الأبيض النقي، يمتاز بخفته ولمعانه وسطحه البارد ويُقال إن مصدره نادرٌ للغاية، وربما لم يعد يُستخرج اليوم.


    القصة بدأت قبل أكثر من 1200 عام، حين أمر الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، بتوسعة الحرم المكي، وكان ذلك جزءًا من مشروعه السياسي والديني لتثبيت شرعيته، خاصة بعد أن نقل عاصمة الخلافة إلى بغداد ضمن هذه التوسعة، أهدى المنصور ثماني قطع فاخرة من المرمر النادر، وُضعت على جانب باب الكعبة تكريمًا للمكان ورفعةً لمكانة الخلافة.


    ظلت هذه القطع في مكانها، تحرس مدخل الكعبة بصمت، إلى أن جاء يومٌ غريب…


    منذ أكثر من 200 سنة، وفي ظروف لا تزال غامضة، اختفت القطع الثمانية الخبر كان صادمًا… كيف يُسرق شيء بهذه القداسة، ومن هذا الموضع ؟


    أُغلقت الأبواب ودقّت أجراس الخوف لكن لا أحد عرف كيف، ولا من فعلها مرت أيام… وربما أسابيع ثم في أحد الأزقة القريبة من الحرم، عُثر على جثة رجل مجهول، لا يُعرف له اسم، ولا هوية لكن قرب جثته، كانت المفاجأة… القطع الثمانية مرمية بجانبه!


    من هو ؟ هل كان لصًا ؟ هل عوقب ؟ أم ندم وأعادها ثم مات ؟ أم أنه كان ضحية لمؤامرة أعظم ؟ لا أحد يعلم


    لكن تلك الجثة تحوّلت إلى لغز حيّر سكان مكة، ولا يزال يثير التساؤلات حتى اليوم أُعيدت القطع بسرعة إلى الكعبة لكن بعد تلك الحادثة، اكتسبت رمزية فقد أصبحت أشبه بشاهد على معنى "الحرمة"، و"المهابة"، و"الردع الإلهي 


    وكأن من أراد انتهاك قدسية البيت، كتب عليه الفناء ورغم مرور القرون، بقيت هذه القطع صامتة... ثابتة... شاهدة على قصة لم تكتمل لا اسم للسارق، ولا سبب للسرقة، فقط أثرٌ...وشعور غامض يراود الزائرين أن في الكعبة أسرارًا لا يُفصح عنها


    حكاية ٨ قرون من القداسة والتاريخ


    ما هو رخام ميري ستون؟


    رخام ميري ستون (Mary Stone) هو نوع نادر من المرمر البني المصفر، يبلغ عمره أكثر من ٨٠٧ سنوات، ويُعد من أندر أنواع الرخام في العالم. وقد أُهديت ثماني قطع منه إلى الكعبة، وتم تثبيتها في الشاذروان، وهو القاعدة الرخامية التي تحيط بجدران الكعبة من الخارج.


    أصل الرخام وتاريخه


    تعود قصة هذه القطع إلى منتصف القرن السابع الهجري، حين أهدى الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور هذا الرخام إلى الكعبة عام 631 هـ أثناء تجديده لشاذروان المطاف. وقد وُضعت هذه القطع أولًا في موضع يُعرف بـ المعجن أو مصلى جبريل، وهو المكان الذي يُعتقد أن جبريل عليه السلام صلى فيه بالنبي محمد ﷺ عندما فُرضت الصلاة.


    ومع توسعة صحن المسجد الحرام وإزالة الحفرة التي كانت تحدد موقع المعجن، نُقلت القطع الثمانية إلى الشاذروان بجوار باب الكعبة، حيث بقيت منذ ذلك الحين شاهدًا على حقبة مهمة من تاريخ الحرم.


    رمزية الرخام


    يرتبط رخام ميري ستون بعدة روايات تاريخية :


    1. أنه يرمز إلى مكان تعليم جبريل للنبي ﷺ الصلاة بعد رحلة الإسراء والمعراج.


    2. أو أنه المكان الذي صلى فيه النبي ﷺ متجهًا إلى الأقصى قبل تحويل القبلة إلى الكعبة.


    3. وقيل أيضًا إنه موضع صلاة النبي ﷺ بعد فتح مكة.


    هذه الروايات، وإن اختلفت في التفاصيل، إلا أنها تشترك في دلالة واحدة: أن هذا الرخام مرتبط بذكرى مقدسة وعظيمة في تاريخ الإسلام.


    وفي عام 1377 هـ جرى تثبيتها مجددًا أثناء أعمال ترميم الكعبة ولا تزال حتى اليوم قائمة في مكانها.



    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق

    اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد