لقاء وحوار مع امراه تدعي انها روحها متقمصه
تناسخ الارواح او التقمص
تُعدّ عقيدة التقمص أو تناسخ الأرواح من أكثر المعتقدات الدينية والفلسفية إثارة للجدل، إذ تقوم على فكرة أن الروح البشرية لا تفنى بموت الجسد، بل تنتقل لتعيش مجددًا في جسد آخر. ارتبطت هذه العقيدة بمفاهيم مثل الكارما (العمل والجزاء) والعدالة الكونية، حيث يُعتقد أن مصير الروح في حياتها الجديدة يتحدد وفقًا لأعمالها السابقة. وعلى الرغم من رفض الديانات الإبراهيمية (اليهودية والمسيحية والإسلام) لهذه الفكرة، إلا أن التقمص ظلّ حاضرًا بقوة في الديانات الشرقية والفلسفات القديمة، ولا يزال حيًا في بعض الطوائف الدينية حتى يومنا هذا
اللقاء 👇
1. الهندوسية
الهندوسية هي أقدم الديانات التي تبنّت عقيدة التقمص. يظهر ذلك بوضوح في النصوص الفيدية والأوبانيشاد، التي تصف الروح (آتمن) بأنها خالدة وتتنقل من جسد إلى آخر وفق دورة ولادة وموت متكررة تُسمّى سامسارا. الهدف النهائي هو التحرر من هذه الدورة عبر الوصول إلى موكشا (الخلاص الروحي)، الذي يتحقق عبر المعرفة والتقوى ونكران الذات.
شاهد ايضا 👈 (هنا)
2 . البوذية
ظهرت البوذية في القرن السادس قبل الميلاد مع تعاليم سيدارتا غوتاما (بوذا)، وأكدت على أن التقمص ليس أبدياً، بل نتيجة للرغبات والتعلّق بالحياة. وفق العقيدة البوذية، تتحرر الروح من هذه الدورة عبر بلوغ النيرفانا، أي حالة الانطفاء الروحي التي تضع حدًا للمعاناة والتناسخ.
3 . اليانية
في الديانة اليانية، التي نشأت أيضًا في الهند، تُعتبر عقيدة التقمص جزءًا أساسيًا من الإيمان. الروح، بحسب اليانية، أزلية لكنها مقيّدة بالكارما. ولا يمكنها التحرر إلا عبر الزهد الشديد والتقشف والتخلّي عن جميع الأهواء.
شاهد ايضا 👈 [هنا]
4. الفلسفة الإغريقية
انتقلت فكرة التقمص إلى الغرب عبر الفلاسفة الإغريق، وأبرزهم فيثاغورس الذي اعتقد أن الروح يمكن أن تولد من جديد في أجساد بشرية أو حيوانية، وأن التقمص وسيلة للتطهير الروحي. كذلك، تناول أفلاطون هذه العقيدة في محاوراته مثل "فيدون"، حيث أكّد أن النفس خالدة وتعود للحياة في أجساد مختلفة كجزء من مسيرتها نحو الكمال.
5 . الديانات الباطنية
في الشرق الأدنى، تبنّت بعض التيارات الغنوصية والهرمسية عقيدة التقمص كوسيلة لفهم سر الخلق والعدل الإلهي. وقد ظهرت هذه المعتقدات لاحقًا في بعض الطوائف الباطنية مثل الدروز في المشرق العربي.
شاهد ايضا 👈 (هنا)
التقمص في الطوائف الدينية المعاصرة
1. الدروز
يُشكّل التقمص حجر الأساس في العقيدة الدرزية، حيث يُعتقد أن النفس البشرية لا يمكن أن تنتقل إلى جسد حيواني أو غير بشري، بل تعود دائمًا إلى جسد إنسان آخر فور موتها. التقمص عند الدروز يفسر العدالة الإلهية، إذ يُعاقب الإنسان أو يُكافأ في حياته الجديدة وفق أعماله السابقة.
2 . السيخ وبعض الطوائف الصوفية الشرقية
يتبنى السيخ أيضًا فكرة تناسخ الأرواح المرتبطة بالكارما، معتبرين أن الخلاص يتحقق من خلال الاتحاد مع الإله الحق. كما نجد إشارات مشابهة عند بعض المتصوفة في آسيا الوسطى، وإن كانت هذه الأفكار قد تأثرت بالفلسفات الهندية.
3 . الحركات الروحانية الحديثة (New Age)
في القرنين التاسع عشر والعشرين، عادت عقيدة التقمص إلى الواجهة في الغرب ضمن حركة "العصر الجديد"، حيث جرى ربطها بمفاهيم مثل العلاج بالذاكرة السابقة، والطاقة الروحية، والبحث عن الذات.
شاهد ايضا 👈 (هنا)
أماكن انتشار عقيدة التقمص في العالم المعاصر
جنوب آسيا : الهند، نيبال، سريلانكا، حيث ما تزال الهندوسية والبوذية واليينية مؤثرة.
شرق آسيا : الصين، اليابان، كوريا، والتبت، حيث تنتشر البوذية بمدارسها المختلفة.
الشرق الأوسط : لدى طائفة الدروز في لبنان وسوريا وفلسطين.
الغرب : في أوروبا وأمريكا الشمالية، عبر حركات العصر الجديد والفكر الروحي المعاصر.
في الديانات الإبراهيمية : يرفض اليهود والمسيحيون والمسلمون عقيدة التقمص رفضًا قاطعًا، إذ يؤكدون على مبدأ البعث والحياة بعد الموت كحدث واحد ونهائي، لا سلسلة متكررة من الحيوات.
في الفلسفة : يرى بعض الفلاسفة أن التقمص وسيلة لتفسير ظواهر مثل العبقرية الفطرية أو العدالة الكونية، بينما يعتبره آخرون مجرد خرافة نابعة من حاجة الإنسان لفهم المصير.
في العلم : لم تثبت الدراسات العلمية وجود التقمص، رغم وجود بحوث نفسية تناولت حالات "ذكريات الحياة السابقة" التي يُبلّغ عنها بعض الأطفال.
شاهد ايضا 👈 (هنا)
عقيدة التقمص من أقدم المعتقدات الروحية التي عرفها الإنسان، وقد تطورت عبر آلاف السنين لتأخذ أشكالًا مختلفة في الديانات الشرقية والفلسفات القديمة والطوائف المعاصرة. وبينما يرفضها معظم أتباع الديانات السماوية، ما زالت هذه العقيدة تلهم مئات الملايين حول العالم، وتُشكّل إطارًا لفهمهم للحياة والموت والعدالة الكونية. إن دراسة التقمص تكشف عن بحث الإنسان المستمر عن معنى وجوده، وعن محاولاته لفهم العلاقة بين الجسد والروح والكون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد