فضل اخراج الزكاة في السر في الاسلام

فضل اخراج الزكاة في السر في الاسلام

فضل زكاة السر

زكاة السر هي الزكاة التي يخرجها المسلم سرًّا دون أن يُعلِم بها أحدًا، لا رياءً ولا طلبًا للمدح، وإنما ابتغاء وجه الله تعالى وحده. وقد ورد في الشريعة الإسلامية حثٌّ عظيم على إخفاء الصدقة عمومًا، وزكاة السر خصوصًا، لما في ذلك من فوائد عظيمة تعود على الفرد والمجتمع، وتُزكِّي النفس من الرياء والسمعة.

أولاً : الدليل من القرآن والسنة

قال الله تعالى:

{إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} [البقرة: 271]

وفي هذه الآية إشادة بإخراج الصدقة سرًّا، وبيان أنها أفضل من إعلانها، خاصة إذا خشي الإنسان على نفسه من الرياء.

وقال النبي ﷺ:

"سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله... ورجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه" [متفق عليه].

ثانيًا : فضل زكاة السر

1. الإخلاص لله تعالى

إخراج الزكاة سرًّا دليل على إخلاص النية لله، وابتعاد عن مظاهر الرياء والسمعة. وهي من صفات الصالحين الذين لا يبتغون من عملهم إلا رضا الله.

2. الستر على الفقير

زكاة السر تحفظ كرامة الفقير وتجنبه الحرج، فلا يشعر بالإهانة أو الذل، ولا يُعرّف بين الناس بأنه محتاج.

3. زيادة الأجر والثواب

لأن فيها مجاهدة للنفس وهزيمة للهوى، فقد يكون إخراج المال في الخفاء أعظم ثوابًا عند الله من إعلانه.

4. دليل على صدق الإيمان

من يقدم على العمل الصالح سرًّا، خاصة إن كان مما يعزّ على النفس كالمال، فإنما يدل ذلك على قلبٍ متعلّقٍ بالله، راغبٍ في رضاه، غير آبهٍ بثناء الناس.

5. الأمان من الفتن

صدقة السر تكون منجية من البلايا، ودافعة للبلاء، ومطفئة لغضب الرب، كما ورد في بعض الأحاديث.

ثالثًا : متى تُفضَّل الزكاة علنًا؟

رغم فضل زكاة السر، فإن الزكاة العلنية قد تكون أفضل في بعض الحالات، مثل:

إذا كان في الإعلان عنها تشجيع للناس على الزكاة.

أو لإثبات إخراجها عند وجود من يشكك.

أو عندما تكون الزكاة من مال عام كزكاة الجمعيات أو المؤسسات.

زكاة السر عبادة عظيمة، وأثرها كبير في تهذيب النفس، ونشر الرحمة، وتعميق معاني الإخلاص في القلوب. وهي من أعمال الأخفياء الذين يحبهم الله، ويجزيهم أجرًا عظيمًا يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.