استخدام النظام السوري النساء في جذب المقاتلين من العراق وإيران
النساء كأداة تجنيد لاطالة عهد الاسد
منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، تعددت أشكال التحالفات الإقليمية والدولية التي تدخلت في الصراع، وبرز دور إيران والميليشيات العراقية الموالية لها كمحور داعم للنظام السوري وبينما يتم التركيز عادة على البعد العسكري أو الطائفي في هذا الدعم، تشير تقارير وتحقيقات ميدانية إلى استخدام وسائل غير تقليدية في تجنيد المقاتلين، من بينها ما يمكن وصفه بـ"الابتزاز الجنسي" أو "الإغراء الجنسي" كوسيلة لتجنيد أو تحفيز عناصر من خارج الحدود للقتال إلى جانب النظام
استخدام الجنس كسلاح سياسي واجتماعي
استخدام الجنس في الصراعات ليس جديدًا، وقد سُجل في حروب كثيرة كوسيلة للسيطرة، التجنيد، والإذلال. في الحالة السورية، ظهرت تقارير تفيد بقيام أجهزة أمنية أو وسطاء مرتبطين بالنظام بتسهيل علاقات جنسية لعناصر ميليشيات أجنبية، إما عبر "زواج متعة" مؤقت أو من خلال تنظيم لقاءات خاصة، تُستخدم كحوافز مادية ونفسية لهؤلاء المقاتلين.
أدوار الميليشيات المدعومة من إيران
الميليشيات القادمة من العراق، مثل "عصائب أهل الحق" و"كتائب حزب الله"، إضافة إلى "حزب الله اللبناني"، تلقت الدعم اللوجستي والديني من الحرس الثوري الإيراني، إلا أن تحفيز العناصر على البقاء في سوريا لأشهر وسنوات تطلب وسائل جذب إضافية. هنا، برزت روايات عن تورط أطراف في النظام السوري في تهيئة "بيئة مغرية" لهؤلاء المقاتلين، تضمنت تسهيلات تتعلق بالجنس، بعضها ضمن زواج مؤقت، وبعضها عبر شبكات دعارة محمية أمنيًا
زواج المتعة كغطاء ديني
في السياق الشيعي، يُستخدم "زواج المتعة" كغطاء ديني لتبرير هذه العلاقات، وقد وفر غطاء شرعيًا للعلاقات المؤقتة بين المقاتلين ونساء سوريات أو وافدات. في بعض الحالات، جرى الإبلاغ عن حالات زواج متعة مدفوع الأجر، تديره وسطاء يتبعون لجهات أمنية أو دينية. هذه العلاقات لم تكن دائمًا consensual، إذ تشير تقارير حقوقية إلى احتمال وقوع نساء تحت ضغط اقتصادي أو تهديد مباشر.
البعد الإنساني والحقوقي
هذه الممارسات، في حال ثبتت، تُعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وتكشف جانبًا مظلمًا في آليات الحشد والتجنيد. كما أنها تفتح تساؤلات أخلاقية حول دور المؤسسات الدينية التي تُستخدم كغطاء لممارسات لا أخلاقية تخدم أهدافًا عسكرية وسياسية.
رغم صعوبة التحقق من جميع التفاصيل على الأرض في ظل تعقيد المشهد السوري، فإن تكرار التقارير والإفادات التي تتحدث عن استخدام الجنس كوسيلة جذب للمقاتلين يشير إلى ضرورة فتح تحقيقات مستقلة، وضرورة تسليط الضوء على البعد الإنساني للأزمة، بما في ذلك استغلال النساء كأدوات في صراعات لا يملكن فيها أي صوت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد