عرض ازياء حقيقي في جامعة الاندلس الى اي مدى وصلت الحرية الشخصية
ظاهرة تبرج الفتيات في الجامعات من منظور اجتماعي وتربوي وأخلاقي:
الفيديو اخر المقال بالاسفل 👇
تبرج الفتيات في الجامعات بين الحرية الشخصية والمسؤولية المجتمعية
في العقود الأخيرة، شهدت المجتمعات العربية تغيرات كبيرة في نمط الحياة والتفكير، خاصة بين فئة الشباب الجامعي. ومن بين القضايا التي أُثير حولها الكثير من الجدل، قضية تبرج الفتيات في الجامعات، التي تتراوح المواقف منها بين القبول باعتبارها حرية شخصية، والرفض باعتبارها سلوكًا غير مناسب في بيئة علمية.
أولاً : مفهوم التبرج وحدوده
التبرج لغةً هو الظهور والزينة، وشرعًا يُقصد به إظهار الزينة والمفاتن أمام الأجانب، وقد اختلفت الثقافات في تفسير هذا المفهوم. في بعض المجتمعات، يُنظر إلى التبرج على أنه تعبير عن الأنوثة والثقة بالنفس، بينما في أخرى يُعد مخالفة لقيم الحشمة والوقار، خاصة في الأماكن التي تتطلب الانضباط كالجامعات.
ثانيًا : الجامعة بين العلم والمظاهر
الجامعة هي مركز علمي وثقافي يُفترض أن يكون فيه التركيز على التحصيل العلمي، وبناء الشخصية الفكرية. وعندما تتحول ساحات الجامعات إلى منصات للعرض الجمالي والمظاهر، يطغى الشكل على الجوهر، ويضيع الهدف الأساسي من الوجود في هذه المؤسسة.
ثالثًا : الحرية الشخصية وحدودها
من المؤكد أن لكل إنسان الحق في اختيار مظهره، لكن الحرية الشخصية لا تعني الفوضى أو تجاوز القيم المجتمعية والدينية. فكما يُطلب من الطالب أن يحترم أستاذه وبيئته الدراسية، فإن على الطالبة أن تدرك أن ملابسها تؤثر على المحيطين بها، سواء بإيجابية أو سلبية.
رابعًا : أثر التبرج على البيئة الجامعية
تبرج بعض الفتيات في الجامعات قد يؤدي إلى عدة نتائج، منها:
1. تشويش الانتباه داخل القاعات الدراسية.
2. إثارة التنافس غير الصحي بين الفتيات في تقليد الموضة والمظاهر.
3. احتمال تعرض بعض الفتيات للتحرش أو النظرات غير اللائقة، خاصة في ظل غياب الوعي المجتمعي بقيم الاحترام المتبادل.
خامسًا : دور الأسرة والجامعة والإعلام
التوجيه لا يبدأ من الجامعة، بل من الأسرة التي تزرع في الأبناء قيَم الحياء والاحتشام. ثم يأتي دور الجامعة في وضع ضوابط للزيّ المناسب داخل الحرم الجامعي، دون مساس بكرامة الفرد. أما الإعلام، فعليه مسؤولية كبيرة في تقديم صورة متوازنة للمرأة، تركز على فكرها لا فقط على مظهرها.
تبرج الفتيات في الجامعات ليس مجرد مسألة شكلية، بل هو قضية ترتبط بالوعي، والاحترام، والقيم المجتمعية. وبينما لا يمكن فرض نمط معين بالقوة، فإن التثقيف والتوجيه، ونشر ثقافة الحشمة والاعتدال، يظلون أدوات فعالة لحماية قدسية التعليم وكرامة المرأة على حد سواء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد