آخر المواضيع

    السبت، 24 مايو 2025

    الحركات النسوية في سوريا بين المطالبة بالحقوق والانتقادات المجتمعية

     الحركات النسوية في سوريا بين المطالبة بالحقوق والانتقادات المجتمعية

    الحركات النسوية في سوريا بين المطالبة بالحقوق والانتقادات المجتمعية

    الحركات النسوية في سوريا بين المطالبة بالحقوق والانتقادات المجتمعية


    شهدت سوريا خلال العقود الماضية ظهور عدد من الحركات النسوية التي سعت إلى تحسين واقع المرأة، والدفاع عن حقوقها في ميادين مختلفة كالعمل، والتعليم، والمشاركة السياسية. لكن، ومع تطور هذه الحركات وتنوع أجنداتها، ظهرت أيضًا موجة من الانتقادات، سواء من قبل فئات مجتمعية محافظة أو حتى من داخل بعض التيارات النسوية نفسها.


    أولًا: أهداف الحركات النسوية في سوريا


    تركزت مطالب الحركات النسوية في سوريا حول قضايا أساسية مثل:


    تعديل قوانين الأحوال الشخصية.


    مناهضة العنف الأسري وزواج القاصرات.


    رفع التمييز القانوني في العمل والميراث.


    تعزيز تمثيل النساء في الشأن العام وصنع القرار.



    ثانيًا: الانتقادات الموجهة للحركات النسوية


    رغم النوايا المعلنة، واجهت الحركات النسوية السورية عدة انتقادات يمكن تلخيصها في النقاط التالية:


    1. انفصال بعض الحركات عن الواقع المحلي


    يرى كثيرون أن بعض التيارات النسوية تبنت أفكارًا مستوردة من بيئات غربية لا تراعي الخصوصية الثقافية والدينية للمجتمع السوري. وقد أدى هذا إلى ضعف القبول الشعبي وعدم القدرة على إحداث تغيير فعلي على الأرض.


    2. التسييس والتمويل الخارجي


    اتهمت بعض الحركات بتلقي تمويل من منظمات دولية لها أجندات سياسية، مما أثار الشكوك حول أهدافها الحقيقية. وقد ساهم ذلك في تراجع مصداقية بعض الناشطات لدى فئات واسعة من السوريين.


    3. تغييب قضايا المرأة الريفية والفقيرة


    ركزت كثير من الحملات النسوية على قضايا النخبة في المدن الكبرى، بينما تم إغفال معاناة النساء في المناطق الريفية، أو في بيئات النزوح واللاجئين، حيث الظروف أكثر قسوة وحقوق النساء مهدورة بشكل مضاعف.


    4. إثارة التوتر الاجتماعي والأسري


    يرى البعض أن بعض الخطابات النسوية اتخذت منحىً تصادميًا مع الرجل، مما فاقم حالة التوتر داخل الأسر، وعمّق الانقسام بين الجنسين بدلاً من بناء حوار متكامل بينهما.


    ثالثًا: الحاجة إلى خطاب نسوي متوازن


    من الضروري إعادة تقييم الخطاب النسوي السوري ليكون أكثر اتساقًا مع المجتمع، وأكثر عدالة في تمثيل كافة النساء، وليس فقط فئة محددة. فالمطالبة بالحقوق لا تعني بالضرورة الصدام مع القيم المجتمعية، بل قد تكون فرصة لبناء جسر بين الموروث الثقافي والتطور الحقوقي.




    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق

    اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد