شاب يتتبع فتاه في مدينة حلب بقصد التحرش
انعدام الأمن في مدينة حلب بين آثار الحرب وتحديات الحاضر
الفيديو كامل بالاسفل 👇
تُعد مدينة حلب من أعرق المدن السورية وأقدمها، وقد كانت لعقود طويلة مركزًا اقتصاديًا وثقافيًا مهمًا في سوريا والمنطقة. لكن منذ اندلاع الحرب السورية عام 2011، تحولت حلب إلى ساحة صراع دموي طال بنيتها التحتية، وأضعف مؤسساتها الأمنية، وخلّف آثارًا مدمرة لا تزال قائمة حتى اليوم. وبينما انتهت المعارك العسكرية العلنية في معظم أنحاء المدينة، إلا أن الانعدام الأمني لا يزال يشكّل هاجسًا يوميًا لسكانها.
أسباب انعدام الأمن
1. الانفلات الأمني: لا تزال بعض المناطق تعاني من غياب فعلي للرقابة الأمنية، مما أدى إلى انتشار جرائم السرقة، والسطو المسلح، والقتل العشوائي. هذا الانفلات ناتج عن ضعف مؤسسات الدولة، ونقص عدد عناصر الشرطة، وعدم انتشارها بشكل كافٍ في الأحياء.
2. انتشار السلاح: ساهمت سنوات الحرب الطويلة في انتشار واسع للسلاح بين المدنيين والمجموعات المسلحة، مما يزيد من فرص الاشتباكات الفردية والعشوائية، ويقلل من قدرة الدولة على فرض القانون.
3. الوضع الاقتصادي المتدهور: أدّى الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار إلى دفع بعض الأفراد نحو الجريمة أو الانخراط في شبكات التهريب والتجارة غير الشرعية، ما يعمّق الفوضى الاجتماعية ويزيد من التوتر الأمني.
4. غياب الثقة بين المواطنين والسلطات: بسبب ما شهدته المدينة من صراعات وتغييرات في السيطرة، ضعفت الثقة بين المواطنين وأجهزة الأمن، ما يجعل التعاون محدودًا ويزيد من صعوبة ضبط الوضع.
أثر انعدام الأمن على الحياة اليومية
يمتنع كثير من الأهالي عن الخروج ليلًا بسبب تكرار حالات الاعتداء والخطف. كما تعاني المدارس والمراكز الصحية والأسواق من تراجع الإقبال، نتيجة الخوف من الأحداث الأمنية غير المتوقعة. وقد دفع هذا الوضع كثيرًا من الشباب إلى الهجرة خارج البلاد أو إلى مدن أكثر استقرارًا داخل سوريا.
الحلول الممكنة
إعادة تأهيل الأجهزة الأمنية وتدريبها على العمل وفق القانون واحترام حقوق الإنسان.
ضبط انتشار السلاح وتنظيم حمله بإجراءات قانونية صارمة.
تحسين الوضع المعيشي عبر دعم الاقتصاد المحلي، وتشجيع الاستثمار وإعادة الإعمار.
تعزيز دور المجتمع المدني في بناء جسور الثقة، ونشر الوعي، والمساعدة في التبليغ عن الجرائم.
رغم توقف المعارك في حلب، إلا أن المدينة ما تزال تعيش على وقع الخوف اليومي من الانفلات الأمني. وما لم تُعالج جذور المشكلة بجدية، فإن استعادة الأمن والاستقرار الحقيقي سيظل حلمًا بعيد المنال لسكان هذه المدينة المنكوبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد