هل وصل العرب المسلمون الى الامريكيتين قبل كولومبوس
هل الهنود الحمر مسلمون ؟
القصة بدأت لفارس مسلم وقف بفرسه أمام بحر الظلمات " المحيط الأطلسي " عام 63 هـ وأخذ ينادى بصوت وعيونه تفيض من الدموع ويرفع يديه الى السماء ويقول :
اللهم لو كنت أعلم أن وراء هذا البحر أرضاً لخُضتُهُ إليها فى سبيلك ..
رغم أن المؤرخين يعدون البحار الإيطالي كريستوفر كولومبس الذي عمل تحت العلم الأسباني مكتشف العالم الجديد، فإن هناك من المؤرخين من يؤكد وصول جماعات بشرية من العالم القديم أفريقيا وآسيا وأوربا إلى العالم الجديد قبل كولومبس، معتمدين في ذلك على العديد من الشواهد الأثرية في الأمريكتين
بل وما كتبه كولومبس في مذكراته
غير أن أمر هذه الرحلات السابقة على كولومبس أصبح طي النسيان لأنها لم تجد من يؤرخ لها، إضافة إلى أن المهاجرين للعالم الجديد لم يتمكنوا من التواصل مع العالم القديم، وربما لم يدركوا طبيعة الأرض التي وصلوا إليها.
و استنادا إلى ما ذكره "بارتولو ميه دي لاس كاساس" نقلا عن مذكرات كولومبس الضائعة "يوميات الرحلة الأولى"؛ فإن كولومبس عندما وصل بسفينته إلى كوبا في أكتوبر 1492م شاهد أثرا لمسجد على قمة أحد الجبال وله مآذن ونقوش ومكتوب على جدرانه بعض الكتابات العربية
وعندما وصل إلى هاييتي في رحلته الثانية قدم له الهنود رماحا تشبه رماح المسلمين الأفريقيين كما شاهد زنوجا أفريقيين !
طعام الهنود يشبه طعام المسلمين
وحين أسس أول مستعمرة له في كوبا وجد كولومبس أن طعام الهنود الحمر مشابه لطعام المسلمين وهو ما أثار دهشته ظنا منه أنهم "محمديون"، على نحو ما سجله في يومياته.
كما وجد الأسبان مخطوطات أثرية إسلامية في كوبا وغيرها من بلدان الأمريكتين.
ومن غير الواضح كيف وصل هؤلاء المسلمون إلى كوبا والعالم الجديد؛ فهناك آراء تشير إلى احتمال أن تكون هناك رحلات عربية ضلت طريقها في بحر الظلمات والمحيط الهادي في العصور الوسطى واستقر بها المقام في الأمريكتين
والبعض يشير في ذلك إلى أن مؤسس الأسطول العثماني خير الدين بارباروسا كان قد بعث ببعض السفن لاكتشاف ما وراء البحر (المحيط الأطلنطي)
عدد من الروايات الاخرى
ولكن على كل حال يبدو أن أوضاع المسلمين في هذه المنطقة تدهورت، وضعفت ثقافة وعقيدة أبنائهم فيما بعد فذابوا في مجتمع الهنود الحمر. في ظل السيطرة الأسبانية
و الرواية الغربية تقول :
(إن كريستوفر كولومبس كان واعياً الوعى الكامل بالوجود الإسلامى فى أمريكا قبل مجيئه إليها
بداية قصة الإسلام فى أمريكا بدأت مبكراً من على ظهر فرس كانت على الضفة الشرقية للمحيط الأطلسى عام 63 هـ و فوق هذا الحصان كان يركب فارسٌ من بنى أمية اسمه ( عقبة بن نافع ) نظر إلى المحيط الأطلسى و عيونه تفيض من الدموع ليرفع يديه فى علياء السماء و يقول :
بصوتٍ خالطت نبراته هدير أمواج بحر الظلمات المحيط الأطلسى
اللهم لو كنت أعلم أن وراء هذا البحر أرضاً لخُضتُهُ إليها فى سبيلك حتى أرفع عليها كلمة لا إله إلا الله..
ورد عن الإمام الشعبى بكتاب:
( الحث على التجارة) لأبى بكر الخلال حيث قال:
إن لله عز وجل عباداً من وراء الأندلس كما بيننا و بين الأندلس ما يرون أن الله تعالى عصاهُ مخلوق رضراضهم الدر و الياقوت, جبالهم الذهب و الفضة لا يحرثون ولا يزرعون و لا يعملون عملاً, شجر على أبوابهم لها ثمر ...
ذكر المؤرخ المسعودى في كتابه " مروج الذهب ومعادن الجوهر " المكتوب عام 956م أن أحد المغامرين من قرطبة واسمه الخشخاش بن سعيد بن الأسود, عبر بحر الظلمات ( المحيط الأطلسى ) مع جماعة من أصحابة إلى أن وصل إلى الأرض التي هي وراء بحر الظلمات ( المحيط الأطلسى ), و رجع سنة 889 م
تفاصيل عن بعض الرحلات
قال الخشخاش لما عاد من رحلتة بأنه و جد أناساً فى الأرض المجهولة و يقصد بها أرض الأمريكتين التى و صلها ،ولذلك لما رسم المسعودى خريطة للعالم, رسم بعد بحر الظلمات أرضاً سماها: (الأرض المجهولة ) بينما يسميها الإدريسى بالأرض الكبيرة
بمعنى إنه فى القرن التاسع الميلادى كان المسلمون يعرفون أن ثمة أرضاً وراء بحر الظلمات .
وردت سيرة هؤلاء المغامرين فى كتابات المؤرخ الجغرافى كراتشكوفسكى و تم توثيقها عام 1952 م فى جامعة وايتووتر البرازيلية
وفي القرن الخامس الهجرى الشيخ البربرى ياسين الجازولى قطع المحيط الأطلسى و ذهب إلى مناطق شمال البرازيل مع جماعات من أتباعهُ, و نشر فيها الإسلام و أسس منطقة كبيرة تابعة للدولة المرابطية, و يوجد هناك مدناً تحمل أسماء مدنٍ إسلامية مثل (تلمسان ) و ( مراكش ) و ( فاس ) حتى اليوم هذا
الشريف الإدريسى الذى عاش ما بين 1099 م 1180 م ذكر فى كتابه :
الممالك و المسالك " قصة الشباب المغامرين و هم : جماعة خرجوا ببواخر من إشبونة أو لشبونة حالياً ( عاصمة البرتغال حالياً ) و كانت فى يد المسلمين وقتها، و عبر هؤلاء المغامرون بحر الظلمات ، و رجع بعضهم ، و ذكروا قصتهم :
وأنهم وصلوا إلى أرض وصفوها و وصفوا ملوكها، والغريب فى الأمر أنهم ذكروا أنهم وجدوا أُناساً يتكلمون بالعربية هناك !
هناك فهذا دليل على أن أناساً كثيرين وصلوا قبلهم إلى هناك، و الوصف الذى أعطاه هؤلاء المغامرون يظهر أنه وصفاً للجزر الكاريبية، كوبا أو إسبانيولا..
المؤرخ الإسلامى شهاب الدين العمري ذكر قصة عجيبة فى كتابه مسالك الأبصار و ممالك الأمصار
بأن سلطان إمبراطورية مالى المسلم ( منسا موسى ) لما ذهب إلى الحج عام 1327م أُخبر بأن سلفة أنشأ 200 سفينة و عبر المحيط الأطلسى نحو الضفة الأخرى المجهولة و أنابهُ عليه فى حكم مالى ولم يعد أبدا
و بذلك بقى هو فى المُلك و قد وُجدت بالفعل كتابات فى البيرو و البرازيل و جنوب الولايات المتحدة تدل على الوجود الأفريقى الإسلامى من كتابات إما بالحروف الكوفية العربية او بالحروف الأفريقية بلغة الماندينك
عام 1493 م كريستوفر كولومبس نفسه يكتب فى مذكراته " إن الهنود الحمر يلبسون لباساً قطنياً شبيهاً باللباس الذى تلبسهُ النساء الغرناطيات المسلمات " و ذكر أنه وجد مسجداً فى كوبا, و الجدير بالذكر أن أول وثيقة هدنة بين كريستوفر و الهنود الحمر كانت موقعة من رجل مسلم اسمه محمد !
مدن في امريكا تحمل ذات اسماء المدن في الاندلس
عام 1564 م رسم الأوروبيين خريطة لفلوريدا فى أمريكا تظهر فيها مدناً تحمل أسماء موجودة بالأندلس و المغرب مثل ( مراكش ) و ( ميورقة ) و ( قادش )
و عام 1929 م إكتشف الأتراك صدفة خريطة للمحيط الأطلسى رسمها بيرى رايس , الذى كان رئيس البحرية العثمانية سنة 919 هجرية أى حوالى 1510م 1515م
و الغريب فيها أنها تعطى خريطة شواطئ أمريكا بتفصيل متناهي غير معروف فى ذلك الوقت بالتأكيد, ليس الشواطئ فقط, بل ذكر فيها أنهار و أماكن لم يكتشفها الأوروبيون إلا أعوام 1560 م , فكما ذكر بيرى رايس بأن هذه الخريطة مبنية على حوالى 90 خريطة له وللبحاريين الأندلسيين و المغاربة !
وقال جيم كوفين كاتب فرنسى ذكر فى كتابة:" Les Berberes d' Amerique "(بربر أمريكا ):
بأنه كانت تسكن فى أمريكا قبيلة بربرية مسلمة اسمها " المامى "" Almami "
,و هى كلمة معروفة فى أفريقيا الغربية و معناها: " الإمام ", و هى تقال عن زعماء المسلمين
البحارة المسلمون وصلو قبل كولومبس
تم العثور بالساحل الشرقي لفنزويلا في أواخر القرن التاسع عشر على وعاء خزفي يضم حوالي 6.000 قطعة نقدية قديمة معظمها نقود رومانية من القرن الرابع، بالإضافة لقطع إسلامية من القرن الثامن
حصل على هذه القطع النقدية آنذاك الملحق العسكري بسفارة الولايات المتحدة في فنزويلا بيركلي لويس. الذي، بعد رحيله عن سفارة فنزويلا، اشتغل بمؤسسة سميثسونيان بواشنطن. فرصةٌ، دفعته لإطلاع صديقه عالم الآثار البحرية مندل ل.بيترسون على الآثار النقدية التي جلبها معه من فنزويلا.
ذكر بيترسون في رسالة بعثها
ل بول ج. ويليس في السابع من مايو لسنة 1968 أنه بصدد دراسة القطع النقدية المكتشفة في فنزويلا مع عزمه إصدار تقرير خاص عن الاكتشاف فور الانتهاء من ذلك.
لذلك فمن المرجح أن هناك بحث مدون بقلم مندل ل. بيترسون مفقود حاليا، غابرٌ، مَنسيٌ أو مُهمَل. ويؤكد بيترسون في نفس الرسالة، تضرر القطع النقدية المكتشفة بفعل التآكل والصدأ، إلا أنها لا زالت قابلة للدراسة والتمييز، أغلبها روماني وبعضها إسلامي من القرن الثامن.
كما قام بدراسة القطع النقدية المكتشفة عالم الآثار ثيروس إيرزل غوردون. وبخصوص وجود القطع النقدية الإسلامية، يرى غوردون أن الأمر يتعلق على الأرجح بأموال مفقودة من قارب أندلسي وصل فنزويلا في القرن التاسع، مستشهدا بما كتبه المؤرخ والجغرافي أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي في هذا السياق في كتابه مروج الذهب ومعادن الجوهر.
خشخاش بن سعيد.. البحار المسلم الذي اكتشف أميركا
تم العثور بالساحل الشرقي لفنزويلا في أواخر القرن التاسع عشر على وعاء خزفي يضم حوالي 6.000 قطعة نقدية قديمة معظمها نقود رومانية من القرن الرابع، بالإضافة لقطع إسلامية من القرن الثامن.
حصل على هذه القطع النقدية آنذاك الملحق العسكري بسفارة الولايات المتحدة في فنزويلا بيركلي لويس. الذي، بعد رحيله عن سفارة فنزويلا، اشتغل بمؤسسة سميثسونيان بواشنطن. فرصةٌ، دفعته لإطلاع صديقه عالم الآثار البحرية مندل ل.بيترسون على الآثار النقدية التي جلبها معه من فنزويلا.
تجارة المسلمين
تاجر المسلمون مع سكان أميركا الأصليون بطريقة سلمية دون حاجة لاحتلال أو اضطهاد أو قمع. واستمرت هذه العلاقات التجارية الإسلامية طويلا إلى غاية وصول الأوروبيين
من المثير في هذا الاكتشاف اِشْتِمَالهُ على العديد من النقود المتشابهة والمكررة، مما يقلص احتمال أن يتعلق الأمر بمجموعة نقدية أثرية مخبأة أو مفقودة أو مدفونة في الآونة الأخيرة أو بعد وصول كريستوف كولمبوس.
حيث أن المجموعات النقدية الأثرية عادة ما تتكون من قطع نقدية وحيدة ومنفردة. وبالتالي يتعلق الأمر على الأرجح بأموال فُقِدَت في حادثة غرق بالساحل الفنزويلي في القرن الثامن.
معظم النقود التي تم العثور عليها رومانية
إلا أن وجود النقود الإسلامية التي تعود للقرن الثامن تدفعنا للتفكير بحالة غرق حدثت بعد الفترة الزمنية لصدور أحدث قطعة. وبالتالي فإننا على الأرجح أمام حالة غرق لقارب في القرن الثامن أو التاسع.
كما قام بدراسة القطع النقدية المكتشفة عالم الآثار ثيروس إيرزل غوردون. وبخصوص وجود القطع النقدية الإسلامية، يرى غوردون أن الأمر يتعلق على الأرجح بأموال مفقودة من قارب أندلسي وصل فنزويلا في القرن التاسع، مستشهدا بما كتبه المؤرخ والجغرافي أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي في هذا السياق في كتابه مروج الذهب ومعادن الجوهر.
يتحدث المسعودي في كتابه عن بحار مسلم يُعتقد أنه أول من قطع المحيط الأطلسي وأول من اكتشف أميركا. يُدعى خشخاش بن سعيد بن أسود. ازداد ببَجّانة الأندلس حاليا بيتشينا، بلدية تقع في مقاطعة المرية. جنوب شرق إسبانيا.
أبحر خشخاش لأميركا سنة 889، عاد منها بحمولات ثمينة. بدأ رحلته إلى أميركا من ميناء بالوس دي لا فرونتيرا وهي بلدية تقع في مقاطعة ولبة التابعة لمنطقة أندلوسيا جنوب إسبانيا. يرتبط تاريخ بالوس ارتباطا وثيقا بالعمل البحري والاستكشافات الجغرافية وهو نفس الميناء الذي سيخرج منه كريستوف كولمبس باتجاه أميركا.
اكتشافات الغرب هي سرقة من اكتشافات المسلمين
أول من قال بكروية الأرض ابن حزم الأندلسي وليس جاليلو الايطالي، واستدل بقوله تعالى: خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ
سقوط غرناطة في نفس السنة التي انطلقت فيها رحلات كولومبس 1492م واستحواذ هذا اللص على خرائط المسلمين،
إن كريستوفر كولومبس كان واعيًا الوعي الكامل بالوجود الإسلامي في أمريكا قبل مجيئه إليها”
ليون فيرنيل – بروفيسور بجامعة هارفرد
في كتابه “إفريقيا واكتشاف أمريكا”.
عندما بدأت هذا الكتاب لم أكن أطمع بأكثر من نجاحي بالعثور على عظيم إسلامي وحيد من قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية لكي أضيفه إلى سجل معارفي لأثبت أن هذا الدين دين عالمي شمل العالم بأسره شرقه وغربه، ولكنني صُعقت شخصيًا من المفاجأة عندما علمت أن سكان أمريكا بأسرهم كانوا مسلمين !!!
معلومات خطيرة
وقبل أن يتهمني البعض بالجنون لما سأعرضه من معلومات تاريخيةٍ خطيرةٍ ، ينبغي علينا أولًا أن نراجع معًا ما تعلمناه سابقًا في كتب التاريخ المدرسية التي هي انعكاسٌ طبيعيٌ لكتب التاريغ الغربية:
فلقد تعلمنا أن قارتي أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية كانتا قارتين مجهولتين حتى عام 1492 م عندما اكتشفها بحار إيطالي اسمه كريستوفر كولمبوس وهناك وجد هذا البحار الإيطالي الذي كان يعمل لصالح ملكي إسبانيا (فرناندو ) و (وايزابيلا) أناسًا يعيشون في تلك الأرض، فظن أنهم من الهنود، فأسماهم (الهنود الحمر) للونهم الأسمر المائل للحمرة،
مغالطات الاوربيين
ثم جاء (أميركو فاسبوتشي) وهو أحد البحارة الإيطاليين ليكتشف أن تلك الأرض ليست الهند وإنما هي قارة جديدة ( ومنها جاءت تسمية أمريكا! )
ولأن الهنود الحمر لم يكونوا متحضرين، ولإنهم كانوا من آكلي لحوم البشر (كما تصورهم السينما الأمريكية دائمًا) فلقد تطوع الأوربيون البيض بنشر الحضارة والثقافة في أوساط الهنود الحمر، ولكن الغريب أن عشرات ملايين الهنود الحمر تم قتلهم من قبل الأوربيين البيض في تلك الفترة التي كان من المفروض أن تكون لنشر الحضارة والمدنية في أوساطهم !
الحقيقة أن هذه الرواية التاريخية لا تعدو مجرد هراء
أراد الأسبان ومن معهم فيه تبرير إبادتهم للشعب الهندي الأحمر، والمحزن في الأمر أننا تقبلنا هذه الرواية وكأنها حقيقة تاريخية
ولكن هذا الوقت قد فات وولى، فلقد آن الأوان لشباب هذه الأمة أن ينتفضوا في وجه غزاة التاريخ، وأن يعيدوا كتابة التاريخ لا أقول من منظور إسلامي، بل من منظور إنساني شامل، بعيدًا عن التزييف والتحيز لأي طرف
فالسر الخطير الذي ظل طي الكتمان في أرشيفات إسبانيا والبرتغال لمئات السنين هو أن الهنود الحمر كانوا شعوبًا إسلامية تمت إبادتهم من دافعٍ صليبي حاقد على الإسلام والمسلمين،
وقبل أن يظن القارئ أن هذا الكلام ما هو إلا خيال كاتب يؤمن بنظرية المؤامرة، ينبغي علينا أن نستعرض الحقائق التاريخية التي توصلت إليها من خلال دراستي لهذا الموضوع الخطير، والآن لنستعرض سوية تاريخ الإسلام في أمريكا ، وأترك المجال للقارئ الكريم بعد ذلك ليحكم بنفسه :
( القرن الأول الهجري ) بداية قصة الإسلام في أميركا بدأت مبكرًا من على ظهر فرس عربية أصيلة كانت تجري على الضفة الشرقية للمحيط الأطلسي في عام 63 هـ ، وفوق هذه الفرس كان يركب فارسٌ من بني أمية اسمه (عقبة بن نافع) هو ابن خالة الفاتح الإسلامي العظيم – الأموي أيضًا – (عمرو ابن العاص)
هذا الفارس المسلم نظر إلى المحيط الأطلسي وعيونه تفيض بالدموع ليرفع يديه في علياء السماء ويقول بصوتٍ خالطت نبراته هدير أمواج بحر الظلمات : ” اللهم لو كنت أعلم ان وراء هذا البحر أرضاً لخضته إليها في سبيلك حتى أعلي عليها كلمة لا إله إلا الله
( القرن الأول الهجري ) الإمام الشعبي قال شيئًا عجيبًا ورد في كتاب (الحث على التجارة) لأبي بكر الخلال حيث قال ” إن لله-عز وجل- عبادًا من وراء الأندلس كما بيننا وبين الأندلس ما يرون أن الله تعالى عصاه مخلوق رضراضهم الدر والياقوت
جبالهم الذهب والفضة لا يحرثون ولا يزرعون ولا يعملون عملا لهم شجر على أبوابهم لها ثمر هي طعامهم وشجر لها أوراق عراض هي لباسهم ” !!!! وباستعراض المسافة بين بلاد العرب والأندلس والمسافة بين الأندلس والأمريكتين يجد المتابع أن المسافتين متساويتين بشكل عجيب
كما قال الإمام الشعبي: ليس هذا فحسب.. بل إن الوصف الذي وصفه الإمام للشعوب التي تسكن هناك يرى أنها تنطبق بشكل عجيب على الهنود الحمر الذين بنوا أهرامات من الذهب وكانت الفواكه من الأشجار المصدر الرئيسي لغذائهم.
( القرن الرابع الهجري ) ذكر المؤرخ المسعودي كتابه “مروج الذهب ومعادن الجوهر” المكتوب عام 956 م وأبو حامد الغرناطي أن أحد المغامرين من قرطبة واسمه الخشخاش بن سعيد بن الأسود، عبر بحر الظلمات مع جماعة من أصحابه
إلى أن وصل إلى الأرض وراء بحر الظلمات، ورجع سنة 889م، وقال الخشخاش لما عاد من رحلته بأنه وجد أناسا في الأرض التي وصلها، ولذلك لما رسم المسعودي خريطة للعالم، رسم بعد بحر الظلمات أرضا سماها:
الأرض المجهولة بينما يسميها الإدريسي بالأرض الكبيرة أي إنه في القرن التاسع الميلادي كان المسلمون يعرفون أن ثمة أرضا وراء بحر الظلمات
( وردت سيرة هؤلاء المغامرين وهم أبناء عمومة في كتابات المؤرخ الجغرافي كراتشكوفسكي وتم توثيقها عام 1952م في جامعة وايتووتر البرازيلية). فقد أبحر من مدينة ولبة، داخل هذه المدينة توجد منطقة تسمى بالاتينية (Palos de la Frontera)،
ومن هذه المنطقة قام أمير البحر خشخاش بالإبحار منها في سنة 889. وقد عاد خشخاش محملاً بحمولات الكنوز الثمينة وهو نفس الشيء الذي وجده كريستوف كولومبوس
الكثير والكثير من الذهب. طبقًا لبعض العلماء والمؤرخين فإن كولمبوس قد وصل إلى أمريكا بعد الاستعانة بخرائط المسعودي في فترة الحكم الملكي الإسباني، والجدير بالذكر أن كريستوف كولومبوس قد أبحر أول مرة أيضًا من مدينة ولبة.
( القرن الخامس الهجري ) الشيخ البربري ياسين الجزولي (والد الشيخ عبد الله بن ياسين مؤسس جماعة المرابطين ) قطع المحيط الأطلسي وذهب إلى المناطق شمال البرازيل مع جماعات من أتباعه
ونشر فيها الإسلام. وأسس منطقة كبيرة كانت تابعة للدولة المرابطية. ولا تزال هناك مدنًا تحمل أسماء مدنٍ إسلامية مثل (تلمسان) و (مراكش) و (فاس ) إلى يوم الناس هذا .
( القرن السادس الهجري) الشريف الإدريسي الذي عاش في القرن الثاني عشر الميلادي بين 1099-1180م، ذكر في كتابه “الممالك والمسالك” قصة الشباب المغامرين وهم: جماعة خرجوا ببواخر من إشبونة “Lisbon” (عاصمة البرتغال الآن)
وكانت في يد المسلمين وقتها، وقطع هؤلاء المغامرون بحر الظلمات، ورجع بعضهم، وذكروا قصتهم وأنهم وصلوا إلى أرض وصفوها ووصفوا ملوكها. والغريب في الأمر أنهم ذكروا أنهم وجدوا أناسا يتكلمون بالعربية هناك
وإذا كان أناس يتكلمون بالعربية هناك فهذا دليل على أن أناسا كثيرين وصلوا قبلهم إلى هناك، حتى تعلم أهلها العربية ليكونوا ترجمانا بينهم وبين الملوك المحليين، وعلى أنه كان هناك وجود إسلامي في ذلك التاريخ على تلك الأرض. و الوصف الذي أعطاه هؤلاء المغامرون يظهر أنه وصف للجزر الكارابية، كوبا أو إسبانيولا.
( عام 1327م ) المؤرخ الإسلامي شهاب الدين العمري يذكر قصة عجيبة في كتابه “مسالك الأبصار وممالك الأمصار” بأن سلطان إمبراطورية مالي المسلم (منسا موسى) رحمه الله لما ذهب للحج عام 1327م، ذهب يوزع الذهب في طريقه لحد أن ثمن الذهب رخص في مصر بسبب ما وزعه من الذهب
وأخبره بأن سلفه أنشأ مائتي سفينة وقطع المحيط الأطلسي نحو الضفة الأخرى المجهولة وأنابه عليه في حكم مالي ولم يعد قط ! وبذلك بقي هو في الملك. وقد وُجدت بالفعل كتابات في البيرو والبرازيل وجنوب الولايات المتحدة تدل على الوجود الإفريقي الإسلامي من كتابات إما بالحروف الكوفية العربية أو بالحروف الإفريقية بلغة الماندينك
وهي لغة لشعب كله مسلم الآن، يسمونهم: “الفلان”، وكذلك تركت اللغة المانديكية آثارا لها في الهنود الحمر إلى يومنا هذا. (وهناك قبائل هندية إلى يومنا هذا مازالت تكتب بحروف لغة الماندينك الإسلامية !)
( عام 1493 م ) كريستوفر كولومبوس نفسه يكتب في مذكراته “إن الهنود الحمر يلبسون لباسا قطنيا شبيها باللباس الذي تلبسه النساء الغرناطيات المسلمات
وذكر أنه وجد في كوبا مسجدًا ، والجدير بالذكر أن أول وثيقة هدنة بين كرستوفر والهنود الحمر كانت موقعة من طرف رجل مسلم ( الوثيقة موجودة في متحف تاريخ أمريكا بتوقيع بحروف عربية من رجل من الهنود الحمر اسمه محمد !!!)
( عام 1564م ) رسم الأوربيون خريطة لفلوريدا في أمريكا تظهر فيها مدنا ذات أسماء توجد في الأندلس والمغرب مثل (مراكش) و (ميورقة) و (قادس)، ولكي تكون أسماء عربية هناك، فبالضروري كانت هجرة عربية قبل مائة أو مائتي عام من ذلك التاريخ على الأقل .
(عام 1929م ) اكتشف الأتراك صدفة خريطة للمحيط الأطلسي رسمها بيري رئيس، الذي كان رئيس البحرية العثمانية في وقته، وذلك سنة 919 هـ/ أي: حوالي: 1510-1515م، الغريب فيها أنها تعطي خريطة شواطيء أمريكا بتفصيل متناه غير معروف في ذلك الوقت بالتأكيد، بل ليس الشواطيء فقط، بل أتى بأنهار وأماكن لم يكتشفها الأوروبيون إلا أعوام 1540-1560م
فهذا يعني – وكما ذكر بيري رايس – بأن هذه الخريطة مبنية على حوالي تسعين خريطة له وللبحارين الأندلسيين والمغاربة الذين قدموا قبله، فسواء هو أو المسلمون قبله سيكونون عرفوا قطعا تلك المناطق، وعرفوا اسمها قبل الأوروبيين
و الغريب في الأمر أنه أظهر بالتفصيل جبال الأنتس التي هي جبال تشيلي في أقصى غرب قارة أمريكا الحنوبية، التي لم يصلها الأوروبيون إلا عام 1527م، وأظهر أنهارا في كولومبيا، ونهر الأمازون بالتفصيل، ومصبه الذيْن لم يكونا معروفين عند الأوروبيين ولا موجودين في خرائطهم.
( عام 1920م ) البروفيسور ليون فيرنيل الذي كان أستاذا في جامعة هارفرد، كتب كتابًا اسماه “إفريقيا واكتشاف أمريكا”، “Africa and the discovery of America”، يقول فيه: “إن كريستوفر كولومبس كان واعيا الوعي الكامل بالوجود الإسلامي في أمريكا
وركز في براهينه على براهين زراعية ولغوية وثقافية، وقال بأن المانديك المسلمين بصفة خاصة انتشروا في وسط وشمال أمريكا، وتزاوجوا مع قبيلتين من قبائل الهنود الحمر، وهما: “إيروكوا” و”الكونكير” في شمال أمريكا، وانتشروا – كما ذكر – في البحر الكاريبي جنوب أمريكا، وشمالا حتى وصلوا إلى جهات كندا !
( عام 1960م ) جيم كوفين كاتب فرنسي ذكر في كتابه “Les Berberes d’Amerique”، “بربر أمريكا”، بأنه كانت تسكن في أمريكا قبيلة بربرية مسلمة اسمها “المامي”، “Almami”، وهي كلمة معروفة في إفريقيا الغربية ومعناها: “الإمام”، وهي تقال عن زعماء المسلمين، وذكر بأن أكثريتهم كانت في الهندوراس في أمريكا الوسطى، وذلك قبل كريستوفر كولومبس.
( عام 1978م ) كذلك في كتاب “التاريخ القديم لاحتلال المكسيك”، “Historia Antigua de la conquesta de Mexico”، لمانويل إيروسكو إيبيرا، قال: “كانت أمريكا الوسطى والبرازيل بصفة خاصة، مستعمرات لشعوب سود جاؤوا من إفريقيا وانتشروا في أمريكا الوسطى والجنوبية والشمالية”.
خريطة بيري رئيس
( عام 1775م ) اكتشف الراهب فرانسسكو كارسيس، عام 1775م قبيلة من السود مختلطة مع الهنود الحمر في نيوميكسيكو في الولايات المتحدة الأمريكية “المكسيك الجديدة”، واكتشف تماثيل تظهر في الخريطة المرفقة تدل دلالة كاملة بأنها للسود. وبما أنه لا يوجد في أمريكا سود، فلا شك أنهم كانوا هم المسلمون الأفارقة الذين ذهبوا لنشر الإسلام في أمريكا.
( عام 1946م ) “مييرا موس” في مقال في جريدة اسمها: “ديلي كلاريون”، “Daily Clarion”، في “بيليز”، وهي إحدى الجمهوريات الصغيرة الموجودة في أميريكا الوسطى، بتاريخ عام 1946م: “عندما اكتشف كريستوف كولومب الهند الغربية، أي: البحر الكاريبي، عام 1493م، وجد جنسا من البشر أبيض اللون، خشن الشعر، اسمهم: “الكاريب”، كانوا مزارعين، وصيادين في البحر، وكانوا شعبا موحدا ومسالما، يكرهون التعدي والعنف، وكان دينهم: الإسلام، ولغتهم: العربية!”.
( عام 2000م ) لويزا إيزابيل أل فيريس دو توليدو، “Luiza Isabel al ferris Do Tolido”، وهي دوقة مدينة سيدونسا “Cedonia”، اكتشفت بالصدفة وهي ترمم قصرها في مدينة باراميدا “San Luca De Paramida”، وثائقًا إسلامية مكتوبة بالعربية ترجع إلى العهد الأندلسي
في هذه الوثائق وصف كامل لأمريكا والمسلمين فيها قبل كريستوفر كولومبس، خبأها أجدادها الذين كانوا حكام إسبانيا وكانوا جنرالات في الجيش الإسباني، وكانوا حكام الأندلس وأميرالات البحرية الإسبانية. وقد خافت أن يحرقها الأسبان بعد موتها، فقامت بوضعها في كتاب قبل أن تموت سنة 2008 م ، وهذا الكتاب اسمه “Africa versus America“. وفيه تفاصيل الوجود الإسلامي في أمريكا.
يقدم الكتاب نظرية جديدة معاكسة لما تعلمناه في المناهج الدراسية والكتب بخصوص ” اكتشاف أمريكا”. وتؤكد الكاتبة الدوقة لويزا إيزابيل ألباريث Luisa Isabel Alvarez أن الإسلام كان موجودا بأمريكا منذ القرن الحادي عشر ميلادي بفضل مسلمي المغرب و الأندلس، أما رحلات كريستوف كولمبوس فليست سوى تتمة لخطوة بدأها ألفونسو العاشر الملقب بالحكيم أو العالِم.
وبالنسبة للكاتبة ما قام به كولمبوس لم يكن اكتشافا و أمريكا لم تكن عالَما جديدا. روجت اسبانيا ل”خرافة” “الرحلات الإستكشافية ” مع البرتغال كخطوة لتحقيق “استعمار” فِعلِي لهذه الأراضي التي كانت معروفة وبالتالي الإستيلاء على ثرواتها الطبيعية خاصة مناجم الذهب. ولكسب نوع من المصداقية لما تقوم به.
وتستند الكاتبة الدوقة لويزا إيزابيل ألباريث Luisa Isabel Alvarez في طرحها على وثائق تاريخية تصفها بالسرية والنادرة ، بصفتها المالكة الرئيسية لأرشيف مدينة سيدونيا الأرشيف الأكثر أهمية فيما يخص العلاقات الإسبانية المغربية والتي تبرهن ، حسب وصفها، على الوجود الإسلامي بأمريكا قُبيلة رحلات كريستوف “الإستكتشافية” .تقدم الكاتبة وثائق مثيرة للجدل تتحدث عن :
-تواجد سلع أمريكية بأسواق شبه الجزيرة الإيبيرية منذ سنة 1200 م
– تَسَمي بعض المناطق الأمريكية بأسماء معروفة مثل “كارطاخا” قبل “الإكتشاف”
-الأسفار التي قام بها أندلسيو اسبانيا خلال القرن الثالث عشر للقارة الأمريكية.
– طلب كريستوف كولمبوس من الملكة إيزابيلا مترجمين للغة العربية باعتبارها لغة متداولة بالمنطقة ….
-رفض صيادي (كولومبيا الحالية ) أداء بعض الضرائب لاسبانيا وذلك لدفعهم ضرائب لشريف فاس وذلك في عهد فيليب الثاني.
كما تؤكد الكاتبة أن هناك وثائق أخرى مخفية بالبرتغال، انجلترا، وإيطاليا. وأنها تعرضت لتهديدات وشائعات وهجوم صحفي قبل النشر. ولولا تكفل المجلس الإسلامي بإسبانيا بنشر للكتاب لما رأى الوجود.
و من المسائل المهمة التي ياسين والد عبد الله بن ياسين – مؤسس دولة المرابطين – قطع المحيط الأطلسي و ذهب إلى مناطق شمال البرازيل، و غينيا، و نشر فيها الإسلام
ذهب إلى هناك مع جماعات من أتباعه، و أسس منطقة كبيرة كانت تابعة للدولة المرابطية. أي أن الدولة المرابطية لم تكن في شمال إفريقيا و الأندلس و البرتغال فقط، و إنما كانت أيضا فيما يسمى الآن شمال البرازيل و غينيا، و هذا موثق بالوثائق التي تملكها الدوقة المذكورة.
و فعلا فإلى يومنا هذا؛ هناك مدن و قرى في تلك المناطق اسمها: فاس، مراكش، تلمسان، سلا… و هذه المدن سميت بهاته الأسماء قبل مجيء الإسبان إلى تلك المناطق أربعمائة عام قبل مجيء “كريستوف كولومبوس”.
يجدر الإشارة أن الإكتشافات الأثرية الحديثة أثبتت وجود كتابات بالعربية منحوتة على جدران الكهوف في أمريكا، وفي عاصمة بورتوريكو القديمة سان خوان اكتشفت بعض الأحجار الصخرية مكتوبًا عليها لا غالب إلا الله باللغة العربية
ووُجد على باب أحد المنازل القديمة بنفس المدينة فوق الباب وعلى جانبيه باللغة العربية على الفسيفساء الجميل نفس الكلام…… لا غالب إلا الله
وقد وُجدت نقوش في سقوف كنائس باهيا والسلفادور فيها عدة آيات من القرآن الكريم دون أن يشعر أحدٌ لأن أيًا منهم لا يجيد العربية، فهل كانت هذه الكنائس في الأصل مساجدًا للهنود الحمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد