اللون الأرجواني هو نتيجة اختراع يقوم به الدماغ لحل معضلة معقدة
اللون الارجواني لون غير اساسي
اللون الأرجواني لا يوجد فعليا في الطيف المرئي للضوء كلون نقي، أي لا يمتلك طولا موجيا خاصا به مثل بقية ألوان الطيف المرئي، والذي هو جزء صغير من الإشعاع الكهرومغناطيسي.
بل إن اللون الأرجواني هو نتيجة اختراع يقوم به الدماغ لحل معضلة معقدة في معالجة الضوء.الضوء هو إشعاع كهرومغناطيسي يسير في موجات، وتختلف أشكاله تبعا لاختلاف أطواله الموجية.
الطيف المرئي يمثل جزءا صغيرا جدا من الطيف الكهرومغناطيسي، لا يتجاوز ٠.٠٠٣٥٪، ويتراوح بين ٣٥٠ و٧٠٠ نانومتر تقريبا
يحتوي الطيف المرئي على ألوان الطيف السبعة المعروفة، وهي:
الأحمر (أطول موجة)، البرتقالي، الأصفر، الأخضر، الأزرق، النيلي، والبنفسجي (أقصر موجة).تسمى هذه بالألوان الطيفية، لأن كل لون منها ينتج عن طول موجي واحد فقط.
كيف نرى الألوان؟
في العين البشرية توجد خلايا حساسة للضوء تسمى الخلايا المخروطية، وهي المسؤولة عن الرؤية في الضوء النهاري.
تنقسم هذه الخلايا إلى ثلاثة أنواع:
-المخاريط الزرقاء (ذات الطول الموجي القصير)
-المخاريط الخضراء (ذات الطول الموجي المتوسط)
-المخاريط الحمراء (ذات الطول الموجي الطويل)عندما يدخل الضوء إلى العين، يتم تنشيط مزيج معين من هذه المخاريط. يقوم الدماغ بترجمة هذا المزيج إلى لون.
على سبيل المثال: تحفيز المخاريط الطويلة والمتوسطة يعطينا اللون البرتقالي، بينما تحفيز المخاريط القصيرة يعطي اللون الأزرق أو البنفسجي.
لماذا اللون الأرجواني مختلف؟
الألوان الطيفية مثل الأحمر أو الأخضر أو البنفسجي تنتج من طول موجي واحد، فتقوم بتنشيط نوع معين من المخاريط أو مزيج معروف منها.لكن اللون الأرجواني لا يمتلك طولا موجيا خاصا به، بل يظهر عندما يتم تنشيط المخاريط الحمراء (الطويلة) والزرقاء (القصيرة) في الوقت نفسه، دون تحفيز كبير للمخاريط الخضراء (المتوسطة)
اللون الارجواني لون خدعه من الدماغ
بمعنى آخر، رؤية شيء أرجواني، مثل الباذنجان أو زهور الليلك تقوم بتحفيز المخاريط الخاصة بالموجات القصيرة والطويلة في آن واحد.
هذا التحفيز المزدوج يربك الدماغ، لأن اللونين الأحمر والأزرق يقعان على طرفي الطيف المرئي، ولا يوجد طول موجي واحد قادر على تحفيز هذين النوعين معا.لذلك، يقوم الدماغ بثني الطيف الخطي وتحويله إلى شكل دائري، بحيث تصبح نهايتا الطيف (الأحمر والبنفسجي) متجاورتين. ثم يبتكر الدماغ لونا جديدا ليملأ الفراغ بين الأحمر والأزرق، وهذا اللون هو الأرجواني.
لهذا السبب، يُعد الأرجواني لونا غير طيفي، أي لا يتوافق مع طول موجي حقيقي في الطبيعة.عندما تتلقى العين موجات حمراء وزرقاء معا، يقوم الدماغ بدمجهما وإنتاج الإحساس بلون جديد، هو الأرجواني
وعلى الرغم من أن اللون البنفسجي يشبه الأرجواني، فإنهما مختلفان إدراكيا فالبنفسجي (Violet) يمتلك طولا موجيا قصيرا (بين ٣٨٠ و٤٥٠ نانومتر) ويُعد لونا طيفيا حقيقيا
أما الأرجواني (Purple) فهو لون غير طيفي، ينتجه الدماغ نتيجة المزج بين الضوء الأحمر والضوء الأزرق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اترك تعليق لتشجيعنا على الاستمرار دمتم بكل خير مع تحيات شبكة زينو ياسر محاميد